للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
طريقك الى طلب العلم الشرعي من يُرد الله به خيرًا يفقهه في الدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#10
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم #الدرس [9] بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. أيها الإخوة والأخوات، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم بمنِّه وكرمه أن يجعلنا وإيَّاكم ممن إذا أُعطِيَ شكر، وإذا ابتُلِيَ صبر، وإذا أذنب استغفر، فإنَّ هذه الثلاث عنوان السعادة. اللهم آمين. في هذا اللقاء وهو الدرس التاسع من دروس البناء العلمي، والتي تُقدَّم من خلال هذه الدورة العلمية نتحدث -بإذن الله عز وجل- عن موضوعٍ أعتقد أنَّ كلَّ مَن يروم طلب العلم الشرعي ويقصده لابُدَّ أن يقرأ في هذا الموضوع، ولابُدَّ أن يبني فيه نفسه بناءً علميًّا سليمًا صحيحًا. سنذكر لكم جملةً من الآداب التي يجب على طالب العلم أن يتحلى بها، وهي كثيرةٌ، لكن سنذكر جملةً منها نُذكِّر بها، ومَن أراد أن يتوسَّع فكتب الأدب بشكلٍ عامٍّ مُتوافرة، وكذلك كتب أدب الطلب خاصَّة فلابُدَّ من الحديث عن هذه القضايا. أول ما يُؤكَّد على طالب العلم في الآداب هو الإخلاص لله -عز وجل- فالعلم الذي تتعلَّمه إمَّا أن يكون لك، أو يكون وبالًا عليك، فتتعلم وتسهر وتُعلِّم وتدعو وتبذل هذا العلم للناس جميعًا، لكنَّه إذا لم يكن لله سيكون وبالًا على صاحبه، ولهذا سنذكر عدَّة مسائل في غاية الأهمية تتعلَّق بأدب الإخلاص. أول هذه المسائل: ما معنى الإخلاص؟ الإخلاص باختصارٍ: هو إفراد الله -عز وجل- في الطَّاعة بالقصد، في الصلاة، في العبادة، في العلم، في جميع ذلك يكون قصدك به وجه الله -عز وجل- وألا يكون لك فيها حظٌّ من حظوظ الدنيا، هذا هو معنى الإخلاص. والإخلاص هو ركنٌ ركينٌ في قبول أيِّ عملٍ يتقرب به العبدُ إلى الله -سبحانه وتعالى- يقول القاضي عِياض -رحمه الله: "إنَّ الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا صوابًا". قالوا: كيف يكون خالصًا صوابًا؟ قال: "خالصًا: يُبتغى به وجه الله، وصوابًا: يكون على سُنَّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم". وفي كلِّ عملٍ يُقال: أيُّ عملٍ لا يُقبَل إلا بركنين: الإخلاص والمتابعة، أو: الخالص والصَّواب -الذي ذكره القاضي عياض رحمه الله تعالى. ما الدليل على أنَّ العمل لابُدَّ أن يكون خالصًا لوجه الله؟ قال تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا ولَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: 110]، وقال -سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: 5]. أيضًا يقول النبي -صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ، وَلَا إِلَى أَجْسَامِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ»، ماذا تكتنف هذه القلوب من عملٍ خالصٍ لله -سبحانه وتعالى؟ فهذا الذي ينفع صاحبه يوم القيامة. الحديث الصَّحيح في صحيح البخاري ومسلم الذي تعرفونه جميعًا عن عمر -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»، هذا الحديث من أعظم الأحاديث؛ بل إنَّ الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- افتتح صحيحه به. قال العلماء: "ينبغي لمَن ألَّف كتابًا، أو تحدَّث مع طلبة العلم أن يُذكِّرهم بحديث عمر -رضي الله عنه وأرضاه"، بل إنَّ بعض العلماء قال: "حديث عمر ثلث الإسلام". يعني ثلث الإسلام في هذا الحديث؛ لأنَّ أيَّ عملٍ لا يُقْبَل إلا بأن ينوي به صاحبه وجه الله -عز وجل- والدار الآخرة. يقول الإمام عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله، وهذه فائدةٌ نفيسة: "حديث عمر ميزانٌ للأعمال الباطنة"، فالأعمال على نوعين: - أعمال ظاهرة. - وأعمال باطنة. فميزان الأعمال الباطنة هو حديث عمر -رضي الله عنه وأرضاه. أيضًا من الأمور التي تحدَّث عنها العلماءُ: قول الإمام سفيان -رحمه الله: "لا أعلم شيئًا من الأعمال أفضل عند الله -عز وجل- من طلب العلم لمَن حسُنت نيَّته"، فيجب على طالب العلم أن يتحرَّى هذا الأمر حتى يكون له أثرٌ في حياته؛ لأنَّ الله -عز وجل- قال: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾ [محمد: 17]. فالعلم ليس بكثرة الرواية وكثرة الحديث؛ وإنَّما بما يقع في قلب صاحبه، ولهذا كان النبيُّ –صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ». وهذا يُؤكد على أهمية أن نُذكِّر بعضنا بعضًا دائمًا بقضية الإخلاص، يقول -صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ مَنْ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارَ يَومَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةٌ: أَوَّلهُم: رَجُلٌ اسْتَشْهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: جَاهَدْتُ فِي سَبِيلِكَ وَقَاتَلْتُ حَتَّى اسْتَشْهَدْتُ. فَقَالَ اللهُ -عزَّ وَجَلَّ: كَذَبْتَ؛ بَلْ قَاتَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ فَيُسْحَب عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ».أو في روايةٍ: «حَتَّى يُكَبَّ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ». ثم قال: «ثُمَّ يُؤتَى بِرَجُلٍ تَعَلَّمَ العِلْمَ وَعَلَّمَهُ، وَقَرَأَ القُرْآنَ وَأَقْرَأَهُ، فَيُؤتَى بِهِ فَيُعرِّفهُ نِعَمَهُ فَيَعْرِفهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ بِهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ الْقَرْآنَ. فَيَقُول اللهُ: كَذَبْتَ؛ بَلْ تَعَلَّمْتَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ لِيُقَالَ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ فَيُسْحَب عَلَى وَجْهِهِ فَيُلْقَى فِي نَارِ جَهَنَّمَ. ثُمَّ يُؤتَى بِرَجُلٍ قَدْ وَسَّعَ اللهُ عَلَيهِ مِنْ صُنُوفِ الأَمْوَالِ كُلِّهَا، فَيُؤتَى بِهِ فَيُعرِّفهُ نِعَمَهُ فَيَعْرِفهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ بِهَا؟ قَالَ: لَمْ أُبْقِ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الخَيْرِ تُحِبّهُ إِلَّا بَذَلْتُ المَالَ فِيهِ. فَيَقُول اللهُ: كَذَبْتَ؛ بَلْ فَعَلْتَ ذَلِكَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ فَيُسْحَب عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ». هذا الحديث يجب أن يكون بين عيني طالب العلم في كلِّ حركاته، وفي كلِّ سكناته؛ حتى لا يكون هذا العلم وبالًا عليه، وبدلًا من أن يُقدمه إلى الجنة يكون تقدمةً له إلى نارٍ تلظَّى، لا يصلاها إلا الأشقى -والعياذ بالله. ولهذا كان الصَّحابيُّ الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- إذا ذكر هذا الحديث يبكي بكاءً عظيمًا حتى يُغشى عليه -رضي الله عنه وأرضاه. هل معنى هذا أنَّ الإنسان يبدأ في القلق ويبدأ في الخوف؟ لابُدَّ أن يقلق، ولابُدَّ أن يخاف، ولابُدَّ أن يعمل؛ لكن لا يجوز بحالٍ من الأحوال أن يكون سببًا في أن يصرفه عن طلب العلم، وهذه من الأمور التي ذكرها الإمامُ ابن الجوزي -رحمه الله- في "تلبيس إبليس" فذكر أنَّ مما يُلبِّس الشيطانُ على ابن آدم أن يقول له: إن دخلت في طلب العلم فستُلقَى في نار جهنم؛ فابتعد عنه. فقال: "لا يُلبِّس عليه الشيطانُ، ولكن ليَسْتَعِن بالله -عز وجل- ويطلب العلمَ في مظانِّه؛ حتى يصل إلى بُغيته وإلى غايته". |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
البناء, العلمي, تسهيل |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
المنهج العلمي من موقع أنا سلفي | مصطفى طالب مصطفى | طريقك الى طلب العلم الشرعي | 0 | 05-17-2017 03:32 PM |
تفريغ دورة البناء الفكري أسسه وقوانينه, للشيخ سلطان العميري (التفريغ لم يراجعه الشيخ) | مصطفى طالب مصطفى | الميديا الإسلامي | 0 | 03-19-2017 08:15 AM |
جدول برنامج التأصيل العلمي بمراجعة الشيخ د محمد هشام الطاهري. | مصطفى طالب مصطفى | طريقك الى طلب العلم الشرعي | 0 | 02-09-2016 06:38 PM |
كل شيئ تريد معرفته عن دورة موقع البناء العلمي | مصطفى طالب مصطفى | خدمات دعوية متنوعة | 3 | 10-20-2015 07:55 PM |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
دليل السياح |
تقنية تك |
بروفيشنال برامج |
موقع . كوم |
شو ون شو |
أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي |
المشرق كلين |
الضمان |
Technology News |
خدمات منزلية بالسعودية |
فور رياض |
الحياة لك |
كوبون ملكي |
اعرف دوت كوم |
طبيبك |
شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية
|