للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 Online quran classes for kids 
<

العودة   رحيق الشباب > قسم الإسلاميات > المنتدى الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-16-2016, 02:58 AM
صاحب القرآن صاحب القرآن غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 221
صاحب القرآن is on a distinguished road
Lightbulb القتال فقط للمعتدين ( الإسلام دين السلم والأمن والامان )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


القتال فقط للمعتدين ( الإسلام دين السلم والأمن والامان )

* أفعال الأشخاص ليسوا بحجة على الإسلام ( مصادر الإسلام الأساسية : قرآن كريم وسنة صحيحة )
* آيات صريحة واضحة جازمة قاطعة بأن القتال فقط للمعتدين المحاربين
* رد الإشكال حول سوء الفهم في آيات القتال في سبيل الله في كتاب الله جلّ في علاه
* رد الإشكال حول سوء الفهم في أحاديث القتال في سبيل الله في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
* الإرهاب كلمةٌ يَسوء فَهمُها ( نحنُ إرهابيون ونفتخر ).
* أسلم لأنه أسير حرب لدى المسلمين .
* آية وحديث يبينان لنا أننا نقاتل من يقاتلنا حتى وإن كان مُسلِماً .
* رد الإشكال حول ( الإسلام أو الجزية أو القتل )
* أخلاقيات الحروب في الإسلام



بحث مختصر مفيد يقدمه لكم أخوكم الصغير ( صاحبُ القرآن )


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-16-2016, 02:58 AM
صاحب القرآن صاحب القرآن غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 221
صاحب القرآن is on a distinguished road
افتراضي رد: القتال فقط للمعتدين ( الإسلام دين السلم والأمن والامان )

أفعال الأشخاص ليسوا بحجة على الإسلام ( مصادر الإسلام الأساسية : قرآن كريم وسنة صحيحة )


للدين الإسلامي مصادرٌ أساسية ألا وهي القرآن الكريم والسنة الصحيحة ، دين الله لا تشوبه أي شائبة ولا يوجد به أي خلل أو عيب أو نقص ....
أما أفعال الأشخاص فهي ليست بحجة على الإسلام فهناك : المسلم الملتزم ، وهناك المسلم المقصر ، فإن أردت أن تقول الإسلام يقول كذا و كذا فقدم قبل أن تقول إما كلام الله تعالى ( القرآن الكريم ) أو كلام النبي صلى الله عليه وسلم ( السنة النبوية الصحيحة )

قال تعالى : " ............ فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى
الله والرسول
إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً "

افترض معي الآتي : أسرة مكونة من أب وأم و 5 أبناء ............ ، الأب هو ربُ الأسرة وقائدها ولديه قوانينه الخاصة بأسرته ...... ، وقد أعطى للأبناء قوانينه الخاصة ونص على عقوبات لمن يتجاوز الحدود ، وقد اجتهد الأب على أن يكون أبناؤه الخمسة أبناء جيدين مثاليين صالحين ، ثم بعد فترة من الفترات وجدنا أن 2 من الأبناء سيئين مخالفين لقوانين الأسرة
هل بهذه الحالة نطعن بالأب رب الأسرة ونقول أن الأب فاشل لم يحسن إدارة أسرته ؟ أم أن الخلل لدى الابن فقط وهذا لايعيب الأب في شيء ؟

الإجابة واضحة : الأب نص على قوانينه التي لايصح تجاوزها ، فمن تجاوز القوانين يُعاقب بلاشك لكن لانقول أن الأب كان ظالماً وهو السبب في أنّ ابنه سيء ..

كذلك الدين الإسلامي مع فارق القياس والتشبيه : الدينُ واضح ، مصادره واضحة ( قرآن وسنة ) ... كون وجود هناك مخالفين لديننا الإسلامي فهذا لايعيب الإسلام في شيء فالعيب واللوم يقع على المخالف وهو مُحاسب ومعاقب في الدنيا وفي الآخرة ... فحينما تريدوا أن تستدلوا على عيب أو نقصٍ في الإسلام
ولن تجدوا
استدلوا من مصادر الإسلام ألا وهي ( قرآن كريم وسنة صحيحة )

وما سوى ذلك هو كلام مُرسل لاقيمة له ، لا يستحق النقاش وإضاعة الوقت به .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-16-2016, 02:58 AM
صاحب القرآن صاحب القرآن غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 221
صاحب القرآن is on a distinguished road
افتراضي رد: القتال فقط للمعتدين ( الإسلام دين السلم والأمن والامان )

* آيات واضحة جازمة قاطعة بأن القتال فقط للمعتدين المحاربين


قال تعالى في سورة البقرة :
"
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ( 190 ) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ
وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ
عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ
فِيهِ ۖ
فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ
ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ۖ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193)
الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ۚ
فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ
ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ
(194)
"


و قال تعالى في سورة الإسراء :
"
وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ
ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا
فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ
ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا (33) "

و قال تعالى في سورة الأنعام:

"قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا
حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ
أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ
ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(151) "

و قال تعالى في سورة المائدة :

"مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًاوَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) "

هذه الآيات واضحة الدلالة على أننا لا نقاتل إلا من يقاتلنا ، ولا نعتدي إلا على من يعتدي علينا بل إنّ الاعتداء لايجوز أن يكون به زيادة في الاعتداء
فلايجوز قتل أحد أقرباء الشخص المُسالم بسبب أن أخاه مُحارِب ، ولايجوز لنا التمثيل بجثة القتيل المحارب بعد قتله ...
بل ومن قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً ، ومن أحيا نفساً بعدم إزهاق الروح بالقتل بحق فكأنما أحيا الناس جميعاً

هذا ديننا الإسلامي ونفخر بأننا مسلمين .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-16-2016, 02:58 AM
صاحب القرآن صاحب القرآن غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 221
صاحب القرآن is on a distinguished road
افتراضي رد: القتال فقط للمعتدين ( الإسلام دين السلم والأمن والامان )

* رد الإشكال حول سوء الفهم في آيات القتال في سبيل الله في كتاب الله جلّ في علاه


قال تعالى في سورة البقرة :

"
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا
قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا
فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) "


وقال تعالى في سورة آل عمران :
" فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195) "

فالقتال كان بسبب الاعتداء حيثُ أخرجوا من ديارهم وأبناءهم وأوذوا

و قال تعالى في سورة النساء :
" فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74)وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا (75) الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِفَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)

القتال شجاعة ، القتال في سبيل الله ، المسلم المؤمن لا يهاب الموت ، لا يفر من لقاء العدو المحارب له ،
لاحظ : مستضعفين من الرجال والنساء والولدان ، قرية ظالم أهلها ... قتال لأولياء الشيطان المحاربين المعتدين

وقال تعالى في سورة النساء :
"
فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا (84) "

وقال تعالى في سورة النساء :
" وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ۖ فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ ۖ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (89) إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ ۚ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90) سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا ۚ فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ۚ وَأُولَٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا (91) "

فالقتال هدفه دفع الضرر والاعتداء
فبكل فخر نقول :
نقاتل من يقاتلنا ونحارب من يحاربنا
والسيف لمن أراد السيف

وقال تعالى في سورة الممتحنة :
" لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) "

الله تعالى أمرنا بالإحسان إلى الكافرين غير المعتدين

وقال تعالى في سورة محمد :
"الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1) ....
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) "

هنا نلاحظ أنهم ليسوا كافرين فحسب بل يصدوا عن سبيل الله ، أي معتدين
ويؤكد ذلك : حتى تضع الحرب أوزارها

وقال تعالى في سورة الأحزاب :
" مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (24) وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ
وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27) "

الله تعالى كفى المؤمنين شر المحاربين المعتدين بالقتال فأجاز لنا قتال من يقاتلنا والاعتداء على من يعتدي علينا دون تجاوز

وقال تعالى في سورة التوبة:
"بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ ۚ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5) وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ (6) كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8)اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ(10) فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ (12) أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (13)قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ۗ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) "

وقال تعالى في سورة التوبة :
" إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) "

الآيات واضحة أنه إن كان بيننا وبين المشركين عهد فيجب أن لانقاتلهم ونلتزم بالعهود والمواثيق ، إن نقضوا العهد فقاتلونا نقاتلهم
إن أحد من المشركين ( المقاتلين المحاربين ) استجارك أي طلب الحماية والأمان فما يكون لك أن تقتله ( فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه .ز )
فمن نقاتلهم هم قوم اعتدوا علينا إما بنقض المواثيق والعهود وإما بالصد عن سبيل الله والطعن في ديننا ومنع نشر رسالة الإسلام وإما بإخراجنا من الديار والأهل ..
الخلاصة : لانقاتل سوى من يعتدي علينا ولا نبدأ الاعتداء على أحد مطلقاً
هذا هو الإسلام ...
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-16-2016, 02:58 AM
صاحب القرآن صاحب القرآن غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 221
صاحب القرآن is on a distinguished road
افتراضي رد: القتال فقط للمعتدين ( الإسلام دين السلم والأمن والامان )

* رد الإشكال حول سوء الفهم في أحاديث القتال في سبيل الله في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم


قال صلى الله عليه وسلم :

"بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ
بالسَّيْفِ
، حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ "

* السيف أمام السيف ، والقتال لمن يقاتلنا ويعتدي علينا كما صرح بذلك القرآن الكريم ، فالحمد لله الذي فرض علينا قتال المعتدين الذين أخرجونا من ديارنا وسرقوا أراضينا و مقدساتنا
* كما أنّ في الحديث السابق تجد نبوءة في كتاب النصارى المقدس وهذا يؤكد مصداقية نبوته صلى الله عليه وسلم


و قال صلى الله عليه وسلم :

" أمرت أن
أقاتل الناس
حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ،
عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى
"
رواه البخاري ومسلم

الناس هنا مقصود بها
بعض الناس
و هم المعتدون من الناس بشواهد آيات القرآن الكريم السابقة

يكفي إعادة ذكر قول الله تعالى في سورة البقرة :
"
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ( 190 )

ويؤكد أنّ المقصود هنا
بعض الناس
وليس كل الناس هو

قول الله تعالى في سورة آل عمران :

" الَّذِينَ
قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ
قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) "

أي بعض الناس قالوا لبعض الناس

نقلاً عن تفسير الإمام الإمام البغوي :
( الذين قال لهم الناس ) ومحل " الذين " خفض أيضا مردود على الذين الأول وأراد بالناس : نعيم بن مسعود ، في قول مجاهد وعكرمة فهو من العام الذي أريد به الخاص كقوله تعالى : ( أم يحسدون الناس ) يعني : محمدا صلى الله عليه وسلم وحده وقال محمد بن إسحاق وجماعة : أراد بالناس الركب من عبد القيس ، ( إن الناس قد جمعوا لكم ) يعني أبا سفيان وأصحابه ، ( فاخشوهم ) فخافوهم واحذروهم فإنه لا طاقة لكم بهم ، ( فزادهم إيمانا ) تصديقا ويقينا وقوة ( وقالوا حسبنا الله ) أي : كافينا الله ، ( ونعم الوكيل ) أي : الموكول إليه الأمور فعيل بمعنى مفعول .


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-16-2016, 02:59 AM
صاحب القرآن صاحب القرآن غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 221
صاحب القرآن is on a distinguished road
افتراضي رد: القتال فقط للمعتدين ( الإسلام دين السلم والأمن والامان )

* الإرهاب كلمةٌ يَسوء فَهمُها ( نحنُ إرهابيون ونفتخر ).

معنى الإرهاب لغة حسب معجم الرائد :

أرهبه : خوفه .

قال تعالى في سورة الأنفال :
" وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) ۞ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)

فالإرهاب ليست كلمة سيئة بل هي بمعنى : إعداد قوة كافية تخيف بها عدوك بالتهديد والوعيد فتستعيد المقدسات وتدخل البلاد دون سفك للدماء
أما ترى أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قد فتح مكة بالرعب دون أن يكن هنالك قتل ولا قتال ..

قال صلى الله عليه وسلم :


"فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون "
أخرجه مسلم والترمذي وأحمد .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-16-2016, 02:59 AM
صاحب القرآن صاحب القرآن غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 221
صاحب القرآن is on a distinguished road
افتراضي رد: القتال فقط للمعتدين ( الإسلام دين السلم والأمن والامان )

* أسلم لأنه أسير حرب لدى المسلمين






أيها الأخوة, أقبل عليه النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقال:

((ما عندك يا ثمامة؟ فقال ثمامة: عندي يا محمد خير، فإن تقتل تقتل ذا دم, -يعني إن قتلتني فأنت محق، والحق معك،
وأنا أستحق أن أُقتل لأنني قاتل
- وإن تنعم علي بالعفو، تنعم على شاكر- أنا لا أنسى لك هذا المعروف- وإن كنت تريد المال، فسَلْ تُعطَ منه ما شئت))

وإن أردت المال فاطلبْ منه ما تشاء، وسل منه تُعطَ ما تشاء، فالنبي ما قال شيئًا، فتركه وعاد .

تركه النبيّ عليه الصلاة والسلام يومين على حاله، يؤتى له بالطعام والشراب، ويحمل إليه لبن الناقة، ثم جاءه ثانيةً، قال:

((ما عندك يا ثمامة؟ -مرة ثانية، خطة حكيمة- قال: ليس عندي إلا ما قُلت لك من قبل))
فتركه النبيّ عليه الصلاة والسلام، حتى إذا كان في اليوم التالي، جاءه فقال:

((ما عندك يا ثمامة؟ قال: عنـدي ما قلت لك: إن تنعم، تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال، أعطيتك منه ما تشاء .

فالتفت النبيّ عليه الصلاة والسلام إلى أصحابه، وقال: أطلِقوا ثمامة، وفكُّوا وثاقه، وأطلقوه))
يعني عفا عنه، لكن هذا من شأن النبيّ عليه الصلاة والسلام، فالله عزَّ وجل فتح بصيرته، ولا شك أن النبيّ عليه الصلاة والسلام توسَّم فيه الخير، وهذا موقف غريب جداً، وموقف غير معقول، قاتل نكَّل بأصحابه، عفا عنه، وأكرمه هذا الإكرام، وأطعمه الطعام، وسقاه هذا اللبن! .
غادر ثمامة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومضى حتى إذا بلغ نخلاً من حواشي المدينة، قريباً من البقيع، فيه ماءٌ، أناخ راحلته عنده، وتطهَّر من مائه، فأحسن طهوره، ثم عاد أدراجه إلى المسجد، فما إن بلغه، حتى وقف على ملأٍ من المسلمين, وقال:

((أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
-فهذا الإنسان على جانب عالٍ من الذكاء، ما أراد أن يسلم وهو مقيَّد، وما أحب أن يُسلم تحت ضغط الأسر، لكن حينمـا عفا عنه النبي، أعلن إسلامه- وقال: يا محمد، والله ما كان على ظهر الأرض وجهٌ أبغض إليّ من وجهك, -العرب كانوا صرحاء، وما تسمع الآن إلا مديح كاذب ، وزورٌ وبهتان- وقد أصبح وجهك أحبَّ الوجوه كلُّها إليّ .

-هذا بالإحسان، وأنت أيها المؤمن, بإمكانك تنقل إنسان من أشد أنواع العداوة والبغضاء إلى أشد أنواع الحب والولاء, بإحسانك، افتح القلوب بإحسانك، قبل أن تفتح الآذان لبيانك، وقد أخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن سعيد بن المسيب, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس))
ويتابع ثمامة- فيقول: ووالله يا محمد، ما كان دينٌ أبغض إليّ من دينك، فأصبح دينك اليوم أحبَّ الدين كله إليّ، ووالله يا محمـد، ما كان بلدٌ أبغض إلـيّ من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إليّ, ثم قال: يا محمد، لقد كنت أصبت في أصحابك دماً، فما الذي توجبه عليّ؟ فقال عليه الصلاة والسلام: لا تثريب عليك يا ثمامة، فإن الإسلام يجُبُّ ما قبله.

-أنت حينما تتوب فكل شيءٍ سبق هذه التوبة عفا الله عنه، وبشَّره بالخير، الذي كتبه الله له بإسلامه، فانطلقت أسارير ثمامة، وانفرجتْ- وقال: والله يا محمد، لأُصيبن من المشركين أضعافَ ما أصبت من أصحابك، ولأضعن نفسي وسيفي ومن معي في نصرتك، ونصرة دينك))


وهنا وقفة أُخرى، إذَا أقنعتَ إنسانًا له شأن، فاعتقد اعتقاداً جازماً صحيحًا، فإنّ كل أتباع هذا الإنسان يصيرون إلى دينه، وإذا أقنعتَ مثلاً رب أُسرة بالإيمان، إذا أقنعت الابن قناعة كافيةً فهذا أجود، لكن يبقى موقفُه ضعيفًا في الأُسرة، أمّا لو أقنعت الأب لوجَّه أولاده جميعاً، لو أقنعتَ مدير مؤسسة، أو أقنعت مدير مستشفى مثلاً، فكلما رفعت مستوى الدعوة، هؤلاء لهم أتباع، هؤلاء لهم مراكز قِوى، هؤلاء بإمكانهم أن يؤثروا في الآخرين، ولقد دعا النبي اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ربَّه أن يعز الإسلام برجلين، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ:

((اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ, قَالَ: وَكَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ عُمَرُ))
[أخرجه الترمذي في سننه عن ابن عمر]
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-16-2016, 02:59 AM
صاحب القرآن صاحب القرآن غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 221
صاحب القرآن is on a distinguished road
افتراضي رد: القتال فقط للمعتدين ( الإسلام دين السلم والأمن والامان )

* آية وحديث يبينان لنا أننا نقاتل من يقاتلنا حتى وإن كان مُسلِماً .



قال تعالى في سورة الحجرات :



" وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) "

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
"يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي ؟ قَالَ : فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ . قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي ؟ قَالَ : قَاتِلْهُ ؟ قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي ؟ قَالَ : فَأَنْتَ شَهِيدٌ . قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ ؟ قَالَ هُوَ فِي النَّارِ" رواه مسلم .

قال النووي رحمه الله في شرح مسلم :
" فَفِيهِ جَوَاز قَتْل الْقَاصِد لِأَخْذِ الْمَال بِغَيْرِ حَقّ سَوَاء كَانَ الْمَال قَلِيلًا أَوْ كَثِيرًا لِعُمُومِ الْحَدِيث . وَهَذَا قَوْلٌ لِجَمَاهِير الْعُلَمَاء . وَقَالَ بَعْض أَصْحَاب مَالِك لَا يَجُوز قَتْله إِذَا طَلَبَ شَيْئًا يَسِيرًا ، كَالثَّوْبِ وَالطَّعَام ؛ وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَالصَّوَاب مَا قَالَهُ الْجَمَاهِير . وَأَمَّا الْمُدَافَعَة عَنْ الْحَرِيم فَوَاجِبَة بِلَا خِلَاف . وَفِي الْمُدَافَعَة عَنْ النَّفْس بِالْقَتْلِ خِلَاف فِي مَذْهَبنَا وَمَذْهَب غَيْرنَا . وَالْمُدَافَعَة عَنْ الْمَال جَائِزَة غَيْر وَاجِبَة وَاَللَّه أَعْلَم . وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَلَا تُعْطِهِ ) فَمَعْنَاهُ لَا يَلْزَمك أَنْ تُعْطِيَهُ وَلَيْسَ الْمُرَاد تَحْرِيم الْإِعْطَاء " انتهى .

وجاء في "الموسوعة الفقهية" (32/318) تحت عنوان : القتال دفاعا عن العرض والنفس والمال :
" إذَا تَعَرَّضَ شَخْصٌ لِإِنْسَانٍ يُرِيدُ الِاعْتِدَاءَ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ أَهْلِهِ أَوْ مَالِهِ : فَإِنْ أَمْكَنَهُ رَدُّهُ بِأَسْهَلِ طَرِيقَةٍ مُمْكِنَةٍ فَعَلَ ذَلِكَ , وَإِنْ لَمْ يُمْكِنْ رَدُّهُ إلَّا بِالْقِتَالِ قَاتَلَهُ , فَإِنْ قُتِلَ الْمُعْتَدَى عَلَيْهِ فَهُوَ شَهِيدٌ , وَإِنْ قُتِلَ الْمُعْتَدِي فَلَا قِصَاصَ وَلَا دِيَةَ . وَهَذَا فِي الْجُمْلَةِ ..." . اهـ وهذا تلخيص مذاهب الفقهاء ، من حيث الجملة ، ولهم ـ بعد ذلك ـ تفاصيل فيما يتعلق بالدفع عن النفس أو العرض أو المال من أحكام .
ومعنى الدفع بالأيسر : أنه إن اندفع المعتدي بالقول ، لم يجز الضرب ، وإن لم يندفع بالقول جاز أن يضربه بأسهل ما يظن أن يندفع به ، فإن ظن أن يندفع بضرب عصا لم يكن له ضربه بحديدة ، وإن ولى هاربا لم يكن له قتله ولا اتباعه ، وإن ضربه فعطله لم يكن له أن يثنّي عليه ، فإن خاف أن يبادره الصائل بالقتل ، فله أن يضربه بما يقتله ويقطع طرفه . ينظر : "كشاف القناع" (6/154).

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " الآدمي لو صال على آدمي آخر ليقتله أو يأخذ ماله أو يهتك عرضه
ولم يندفع إلا بالقتل فله قتله. فإن قال قائل: ما هو الدليل في مسألة الآدمي؟ الدليل: أنه ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أن رجلاً سأله وقال: (يا رسول الله! أرأيت إن جاء رجلٌ يطلب مالي؟ قال: لا تعطه مالك، قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: قاتله، قال: يا رسول الله! أرأيت إن قتلته؟ قال: هو في النار، قال: يا رسول الله! أرأيت إن قتلني؟ قال: فأنت شهيد) لكن بشرط: ألا يندفع إلا بالقتل، أما إذا كان يندفع بدون القتل فإنه لا يجوز أن تقتله، كما لو كنت أقوى منه ، وتستطيع أن تمسك به وتأسره وتسلم من شره لا يجوز لك أن تقتله، لأنه يدفع بالأسهل فالأسهل " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (82/12) بتصرف يسير .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-16-2016, 02:59 AM
صاحب القرآن صاحب القرآن غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 221
صاحب القرآن is on a distinguished road
افتراضي رد: القتال فقط للمعتدين ( الإسلام دين السلم والأمن والامان )

* رد الإشكال حول ( الإسلام أو الجزية أو القتل )



باختصار شديد :
*نقاتل من يقاتلنا ويعتدي علينا ( ويدخل في الاعتداء منع الكافرين لنا من نشر الإسلام وتبليغ الحق للناس )
* الجزية تفرض على الكافرين الذين هم تحت ظل حاكم مسلم وليست مقصورة على أهل الكتاب وهي مبلغٌ بسيط من المال ، كما أن المسلمين يدفعون الزكاة إلى بيت مال المسلمين كذلك الجزية تفرض على الكافرين العائشين تحت ظل دولة إسلامية مقابل حمايتهم وحماية ممتلكاتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم وإن قصرت الدولة الإسلامية في ذلك تُرد الجزية المأخوذة من الكافرين إلى أصحابها ، وتسقط الجزية عن غير القادر ( الفقير ) بل هؤلاء توزع عليهم الصدقات من مال بيت المسلمين ، فإن قال شخص ما ولم تفرض عليهم أصلاً ؟ فنقول : إن فرضت الدولة عليك ضريبة ما ألا يلزمك سدادها ؟ ستقول : نعم ، قلت : إن لم تفعل ؟ أكيد ستعاقب كالسجن مثلاً ...
كذلك في الإسلام هنالك حدود لايمكن تجاوزها وتخطيها ، امتناع الكافر عن دفع الجزية للحاكم المسلم مع قدرته عليها يعني تمرده على الحاكم يعني هو معتدي وطالما هو معتدي فمثل هذا يُقاتل حتى يُسلم أو يدفع الجزية أو يُقتَل لاعتدائه .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-16-2016, 03:00 AM
صاحب القرآن صاحب القرآن غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 221
صاحب القرآن is on a distinguished road
افتراضي رد: القتال فقط للمعتدين ( الإسلام دين السلم والأمن والامان )

* أخلاقيات الحروب في الإسلام
نقلاً عن د. راغب السرجاني

تفرد الإسلام في أخلاقيات الحروب

"إنَّ حُسْنَ الخُلُق، ولين الجانب، والرحمة بالضعيف، والتسامح مع الجار والقريب تفعله كل أُمَّة في أوقات السّلْـمِ مهما أوغلت في الهمجية،
ولكن حُسْن المعاملة في الحرب، ولين الجانب مع الأعداء، والرحمة بالنساء والأطفال والشيوخ، والتسامح مع المغلوبين، لا تستطيع كل أُمَّة أن تفعله، ولا يستطيع كل قائد حربي أن يتَّصِفَ به
؛ إن رؤية الدم تُثِيرُ الدم، والعداء يؤجِّج نيرانَ الحقدِ والغضب، ونشوة النصر تُسْكِرُ الفاتحين؛ فتوقعهم في أبشع أنواع التشفِّي والانتقام، ذلك هو تاريخ الدول قديمها وحديثها، بل هو تاريخ الإنسان منذ سفك قابيل دم أخيه هابيل:
{إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْـمُتَّقِينَ}
[المائدة: 27].

وهنا يضع التاريخ إكليل الخلود على قادة حضارتنا؛ عسكريين ومدنيين، فاتحين وحاكمين؛ إذ انفردوا من بين عظماء الحضارات كلها بالإنسانية الرحيمة العادلة في أشدِّ المعارك احتدامًا، وفي أحلك الأوقات التي تحمل على الانتقام والثأر وسفك الدماء، وأُقْسِم لولا أن التاريخ يتحدَّث عن هذه المعجزة الفريدة في تاريخ الأخلاق الحربية بصِدْقٍ لا مجال للشكِّ فيه لقلتُ إنها خرافة من الخرافات وأسطورة لا ظلَّ لها على الأرض!"[1].


فإذا كان السلم هو الأصل في الإسلام، وإذا شُرِعَتِ الحرب في الإسلام للأسباب والأهداف التي ذكرناها سابقًا؛ فإن الإسلام كذلك لم يترك الحرب هكذا دون قيود أو قانون، وإنما وضع لها ضوابط تحدُّ ممَّا يُصَاحبها، وبهذا جعل الحروب مضبوطة بالأخلاق ولا تُسَيِّرُهَا الشهوات، كما جعلها ضدَّ الطغاة والمعتدين لا ضدَّ البرآء والمسالمين، وتتمثَّل أبرز هذه القيود الأخلاقية فيما يلي:



1- عدم قتل النساء والشيوخ والأطفال:
فكان رسول الله يوصي قادة الجند بالتقوى ومراقبة الله ؛ ليدفعهم إلى الالتزام بأخلاق الحروب، ومن ذلك أنه يأمرهم بتجنُّب قتل الولدان؛ فيروي بُرَيْدَةُ فيقول: كان رسول الله إذا أمَّر أميرًا على جيشٍ أو سريَّةٍ أوصاه في خاصَّته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا، وكان مما يقوله: "...وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا..."[2]. وفي رواية أبي داود: يقول رسول الله : "وَلاَ تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا، وَلاَ طِفْلاً، وَلاَ صَغِيرًا، وَلاَ امْرَأَةً..."[3].

2- عدم قتال العُبَّاد:
فكان رسول الله إذا بعث جيوشه يقول لهم: "لاَ تَقْتُلُوا أَصْحَابَ ‏الصَّوَامِعِ". وكانت وصيته للجيش المتجه إلى مؤتة: "‏اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، اغْزُوا وَلاَ ‏تَغُلُّوا، ‏وَلاَ ‏تَغْدِرُوا، ‏‏وَلاَ ‏تُـمَثِّلوا، ‏وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا، أَوِ امْرَأَةً، وَلا كَبِيرًا فَانِيًا، وَلا مُنْعَزِلاً بِصَوْمَعَةٍ"[4].



3- عدم الغدر:
فكان النبي يوَدِّع السرايا موصِيًا إياهم: "...وَلاَ ‏تَغْدِرُوا..."[5]. ولم تكن هذه الوصية في معاملات المسلمين مع إخوانهم المسلمين، بل كانت مع عدوٍّ يكيد لهم، ويجمع لهم، وهم ذاهبون لحربه! وقد وصلت أهمية هذا الأمر عند رسول الله أنه تبرَّأ من الغادرين، ولو كانوا مسلمين، ولو كان المغدورُ به كافرًا؛ فقد قال النبي : "مَنْ أَمَّن رَجُلاً عَلَى دَمّهِ فَقَتَلَهُ، فَأنَا بَرِيءٌ مِنَ القَاتِل، وَإِنْ كَانَ المَقْتُولُ كَافِرًا"[6].


وقد ترسَّخت قيمة الوفاء في نفوس الصحابة حتى إن عمر بن الخطاب بلغه في ولايته أنَّ أحد المجاهدين قال لمحارب من الفرس: لا تَخَفْ. ثم قتله، فكتب إلى قائد الجيش: "إنه بلغني أنَّ رجالاً منكم يَطْلُبُونَ العِلْـجَ (الكافر)، حتى إذا اشتدَّ في الجبل وامتنع، يقول له: "لا تَخَف". فإذا أدركه قتله، وإني والذي نفسي بيده! لا يبلغنِّي أن أحدًا فعل ذلك إلاَّ قطعتُ عنقه"[7].


4- عدم الإفساد في الأرض:
فلم تكن حروب المسلمين حروب تخريبٍ كالحروب المعاصرة، التي يحرص فيها المتقاتلون من غير المسلمين على إبادة مظاهر الحياة لدى خصومهم، بل كان المسلمون يحرصون أشدَّ الحرص على الحفاظ على العمران في كل مكان، ولو كان ببلاد أعدائهم، وظهر ذلك واضحًا في كلمات أبي بكر الصديق ، وذلك عندما وصَّى جيوشه المتجهة إلى فتح الشام، وكان مما جاء في هذه الوصية: "وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ...". وهو شمول عظيم لكل أمر حميد، وجاء أيضًا في وصيته: "وَلا تُغْرِقُنَّ نَخْلاً وَلا تَحْرِقُنَّهَا، وَلا تَعْقِرُوا بَهِيمَةً، وَلا شَجَرَةً تُثْمِرُ، وَلا تَهْدِمُوا بَيْعَةً..."[8].


وهذه تفصيلات تُوَضِّح المقصود من وصية عدم الإفساد في الأرض؛ لكيلا يظنُّ قائد الجيش أن عداوة القوم تُبيح بعض صور الفساد، فالفساد بشتَّى صوره أمر مرفوض في الإسلام.


5- الإنفاق على الأسير:
إن الإنفاق على الأسير ومساعدته مما يُثَاب عليه المسلمُ؛ وذلك بحكم ضَعْفِه وانقطاعه عن أهله وقومه، وشِدَّة حاجته للمساعدة، وقد قرن القرآن الكريم بِرَّهُ بِبِرِّ اليتامى والمساكين؛ فقال I في وصف المؤمنين:
{
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرً
ا}
[الإنسان: 8]
.


6- عدم التمثيل بالميت:
فقد نهى رسول الله عن المُثْلَة، فروى عبد الله بن زيد قال: "نَهَى النَّبِيُّ عَنِ النُّهْبَى، وَالمُثْلَةِ[9]"[10]. وقال عمران بن الحصين : "كَانَ النَّبِيُّ يَحُثُّنَا عَلَى الصَّدَقَةِ، وَيَنْهَانَا عَنِ المُثْلَةِ"[11]. ورغم ما حدث في غزوة أُحُد من تمثيل المشركين بحمزة عمِّ الرسول ، فإنه لم يُغيِّر مبدأه، بل إنه هدَّد المسلمين تهديدًا خطيرًا إن قاموا بالتمثيل بأجساد قتلى الأعداء، فقال: "أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ قَتَلَهُ نَبِيٌّ، أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا، وَإِمَامُ ضَلاَلَةٍ، وَمُمَثِّلٌ مِنَ الْـمُمَثِّلِينَ"[12]. ولم تَرِدْ في تاريخ رسول الله حادثةٌ واحدة تقول بأن المسلمين مثَّلوا بأَحَدٍ من أعدائهم.

هذه هي أخلاق الحروب عند المسلمين.. تلك التي لا تُلْغِي الشرف في الخصومة، أو العدل في المعاملة، ولا الإنسانية في القتال أو ما بعد القتال.

-----------------------------------
[1] مصطفى السباعي: من روائع حضارتنا ص73.
[2] مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث ووصيته إياهم بآداب الغزو وغيره (1731).
[3] أبو داود: كتاب الجهاد، باب في دعاء العدو (2614)، وابن أبي شيبة 6/483، والبيهقي في سننه الكبرى (17932).
[4] أخرج الحديثَ بدون ذكر قصة أهل مؤتة الإمامُ مسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير، باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث ووصيته إياهم بآداب الغزو وغيرها (1731)، وأبو داود (2613)، والترمذي (1408)، والبيهقي (17935).
[5] مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب تأمير الأمير الأمراء على البعوث (1731)، وأبو داود (2613)، والترمذي (1408)، وابن ماجه (2857).
[6] البخاري في التاريخ الكبير 3/322، واللفظ له، وابن حبان (5982)، والبزار (2308)، والطبراني في الكبير (64)، وفي الصغير (38)، والطيالسي في مسنده (1285)، وأبو نعيم في الحلية 9/24 من طرق عن السدي عن رفاعة بن شداد. وقال الألباني: صحيح. انظر: صحيح الجامع (6103).
[7] الموطأ: رواية يحيى الليثي (967)، والبيهقي: معرفة السنن والآثار (5652).
[8] البيهقي في سننه الكبرى (17904)، والطحاوي: شرح مشكل الآثار 3/144، وابن عساكر: تاريخ دمشق 2/75.
[9] النُّهْبَى: أَخذ المرء ما ليس له جهارًا، والمُثْلَة: التنكيل بالمقتول، بقطع بعض أعضائه.
[10] البخاري: كتاب المظالم، باب النهبى من غير إذن صاحبه (2342)، والطيالسي في مسنده (1070)، والبيهقي في سننه الكبرى (14452).
[11] أبو داود: كتاب الجهاد، باب في النهي عن المثلة (2667)، وأحمد (20010)، وابن حبان (5616)، وعبد الرزاق (15819)، وقال الألباني: صحيح. انظر: إرواء الغليل (2230).
[12] أحمد (3868)، واللفظ له، وحسنه شعيب الأرناءوط، والطبراني في الكبير (10497)، والبزار (1728)، وقال الألباني: صحيح. انظر: السلسلة الصحيحة (281).

تم بحمد الله وفضله
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
الاسلام دين السلام - La Paz En El Islam مصطفى طالب مصطفى الإسلام حول العالم 0 05-29-2017 02:12 AM
[خواطري حول الخطيئة الأصلية] هل الولادة بالأوجاع عقاب لحواء فقط ؟! مصطفى طالب مصطفى الحوار مع النصارى 2 10-09-2016 05:27 AM
عشرون سنة وفضيلة في اليوم والليلة في إجابة المؤذن فقط مصطفى طالب مصطفى المنتدى الإسلامي العام 3 09-17-2015 04:43 PM
محاججة القرآن الكريم لأهل الكتاب في مسألة واحدة فقط مصطفى طالب مصطفى الحوار مع النصارى 0 04-16-2015 11:16 PM

*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 
 Yacine tv   lبرنامج موارد بشرية   اشتراك كاسبر الرسمي   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   شركة حور كلين للتنظيف   شركة نقل عفش بالرياض   شراء اثاث مستعمل   تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف بجدة   شركة نقل عفش بجدة   شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة نقل عفش بجدة   شركة تنظيف بالطائف   شركة تنظيف خزانات بجدة 
 شراء اثاث مستعمل بالرياض   تنسيق حدائق   شركة تنظيف في دبي   شراء اثاث مستعمل بالرياض   شركة تنظيف خزانات بجدة 
 شركة تنظيف منازل بالرياض 
 تركيب مظلات حدائق   تركيب ساندوتش بانل   yalla shoot   يلا شوت   يلا شوت   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 
 شركة الرائعون   شركة عزل خزانات   شركة عزل اسطح في الرياض   شركة عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح شينكو   شركة عزل خزانات بجدة   شركة عزل خزانات في مكة   شركة عزل خزانات المياه بالطائف   شركة تنظيف مكيفات بجدة   شركة تنظيف بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بتبوك 
 اشتراك كاسبر   kora live   social media free online tools   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة نقل عفش جدة   شركة غسيل خزانات بجدة   شركة مكافحة حشرات بجده   شركة نقل عفش بجده   شركة تنظيف بالبخار بالطائف   كشف تسربات المياه بالرياض و شركة عزل خزانات المياه بالرياض  شركة تنظيف بالطائف || شركة تنظيف خزانات بالطائف || شركة تنظيف بالبخار بالطائف || شركة مكافحة حشرات بالطائف
شركة تنظيف خزانات بجدة || شركة تنظيف بجدة || شركة تنظيف بالبخار بجدة || شركة مكافحة حشرات بجدة || المهندسين للخدمات المنزلية
متابعين تيك توك || اشتراك كاسبر
شركة تنظيف مكيفات بالرياض || عالم التقنية والربح من النت || شراء اثاث مستعمل بالرياض || شقق تمليك ||
لباد فندقي || بيوت جاهزة || كورة اون لاين ||| kora online ||| شركة حراسات أمنية || ترجمة معتمدة في جدة
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 

للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب

معلوماتي || شركة نقل عفش بالمدينة المنورة


الساعة الآن »05:49 AM.


Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
انشر تؤجر, جميع الحقوق محفوظة لموقع رحيق الشباب