للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 Online quran classes for kids 
<

العودة   رحيق الشباب > قسم الإسلاميات > المنتدى الإسلامي العام > قصص هادفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-29-2015, 03:51 PM
الصورة الرمزية مصطفى طالب مصطفى
مصطفى طالب مصطفى مصطفى طالب مصطفى غير متواجد حالياً
الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 1,072
مصطفى طالب مصطفى is on a distinguished road
افتراضي تفريغ الحلقة السادسة: سلسلة آل البيت والصحابة: أبو بكر الجزء 2

أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه الجزء الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمدُ لله ربِّ العالمين ، الحمدُ لله وليّ الصَّالحين والصَّلاةُ والسَّلامُ على المبعوثِ رحمةً للعالمين نبيِّنا وإمامنا وحبيبِنا وقرَّة عينِنا وسيِّدنا محمَّد بن عبد الله وعلى آلهِ وصحابتهِ أجمعين ، أمَّا بعد :
فما زلنا مع هذه السِّلسلةِ المباركةِ منَ الحديثِ عن آلِ بيتِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وصحبهِ ، وقدَّمنا بأربعِ محاضراتٍ عن التَّعريفِ بالصَّحابةِ وآلِ البيتِ وبيانِ مكانتِهم وفضلِهم ، وتحدَّثنا كذلك عن حقوقِهم ، وتحدَّثنا عن شخصيَّات في هذين البيتين الكريمين بيتِ الصَّحابةِ وبيتِ آلِ البيتِ ، واخترنا ثماني شخصيَّات ، وما زلنا مع الشَّخصيَّة الأولى وهي شخصيَّة
أبي بكر الصِّدِّيق رضيَ الله تباركَ وتعالى عنه
وهو يمثِّل رأسَ أصحابِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم .
وذكرنا أنَّ أبا بكر الصِّدِّيق هو أوَّلُ مَنْ أسلمَ منَ الرِّجال ، وكانَ صاحباً للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قبلَ بِعثتهِ ، وصاحباً له بعد بِعثتهِ ، وصاحباً له حتى توفَّاه الله تباركَ وتعالى ، وصاحباً له بعد وفاته حيثُ دُفِنَ بجانبِ النبيِّ صلواتُ ربي وسلامُه عليه .
أبو بكر الصِّدِّيق رضيَ الله عنه تميَّز عن سائرِ أصحابِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بخصيصةٍ ، وهذه الخصيصة تضمَّنت أموراً كثيرةً .
يقولُ الله تباركَ وتعالى عن نبيِّه محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم مخاطباً أصحابَ النبيِّ ومعاتباً ؛ قالَ جلَّ وعلا : " إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ... (40) " سورة التوبة .
وذكرنا أنَّ أهلَ العِلْمِ يقفون طويلاً عند هذه الآيةِ
عند قولهِ تباركَ وتعالى : " ثَانِيَ اثْنَيْنِ "
وقد نبَّه كثيرٌ منْ أهلِ العِلْمِ على أنَّ قولَ الله تباركَ وتعالى : " ثَانِيَ اثْنَيْنِ "
ليستِ القضيةُ قضيَّةً عدديَّةً ، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم واحدٌ ، فإذا كانَ أبو بكر رضيَ الله عنه مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم صارا اثنين .. لا ، بل إنَّ التَّثنيةَ مقصودةٌ منْ وجوهٍ شتَّى ، ونذكرُ هذه الوجوهَ على سبيلِ السُّرعةِ ثم نفصِّل في بعضِها .
هذه التَّثنيةُ التي تميَّز بها أبو بكر الصِّدِّيق رضيَ الله عنه تشملُ ابتداءً
*- " ثَانِيَ اثْنَيْنِ " في الدَّعوةِ إلى الله .. فهو أوَّل مَنْ أسلمَ وتابعَ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم ودعا إلى الله معه .
*- ثم هو " ثَانِيَ اثْنَيْنِ " في الأخلاقِ .. إذْ إنَّ صفاته تُشبهُ صفات النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم منْ حيثُ الأصل لا منْ حيثُ التفاصيل ، وذكرنا مثالاً على ذلك قول خديجة أمّ المؤمنين رضوان الله عليها للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لما أتاهُ الوحيُ وخافَ ورجعَ إليها ترتعدُ فرائصُه
فقالتْ له :والله لا يُخزيكَ الله أبداً ، فإنك تَصِلُ الرَّحِم ، وتحملُ الكَلَّ ، وتُقري الضَّيفَ ، وتُعينُ على نوائبِ الحقِّ .
ولما خرجَ أبو بكر الصِّدِّيق رضيَ الله عنه منْ مكَّةَ مهاجراً لقيَه ابنُ الدُّغُنَّة وحاولَ أنْ يمنعَ أبا بكر الصِّدِّيق منَ الهجرةِ ، ووصفَه بأوصافٍ منها
أنه قالَ له:إنك تَصِلُ الرَّحِم ، وتحملُ الكَلَّ ، وتُقري الضَّيفَ ، وتعين على نوائبِ الحقِّ .
فالوصفُ الذي وصفتْ به خديجةُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم هو الوصفُ الذي وصفَ به ابنُ الدُّغُنَّة أبا بكر الصِّدِّيق رضيَ الله عنه .
*- ثم هو " ثَانِيَ اثْنَيْنِ " في مشورةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم .. إذْ كانَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يستشيرُه دائماً ، وأشهر ما في ذلك لما تأيَّمتْ حفصةُ بنتُ عمر ، أي لما تُوُفِّيَ زوجُها ، عرضَها عمرُ على عثمانَ بنِ عفَّان حتى يتزوَّجها .
فقالَ عثمانُ رضيَ الله عنه : أنظرُ في أمري اللَّيلةَ وأخبرُك غداً .
فجاءَ عثمانُ منَ الغَدِ فقالَ لعمرَ : أرى أني لا أتزوَّج .
فعرضَها عمرُ على أبي بكر الصِّدِّيق رضيَ الله عنهما فسكتَ ولم يردّ عليه .
ثم خطبَها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم .
عندها ذهبَ أبو بكر إلى عمرَ وقالَ له : لعلَّك أخذتَ عليَّ إذْ لم أردّ عليكَ ؟؟
قالَ : إي نعم .. إي والله لقد أخذتُ .
قالَ : والله ما منعني أنْ أقبلَها إلا أني سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يذكرُها .
والرَّسولُ صلَّى الله عليه وسلَّم كانَ يستشيرُه في أمثالِ هذه الأمورِ رضيَ الله عنه وأرضاه
*-" ثَانِيَ اثْنَيْنِ " عند النَّاس كلِّهم .. يعلمون منزلةَ أبي بكر منَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بل منَ الإسلام .
وذلك أنه في غزوةِ أحد لما أشاعَ ابنُ قَميئة أنه قتلَ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم عندها توقَّف القتالُ ، فلمَّا توقَّف القتالُ وكانتْ قريش قد أصابتْ منَ المسلمين عدداً لا بأسَ به ، حيث قتلوا عدداً قريباً منْ سبعين ، وكانوا يظنُّون بناءً على دعوى ابنِ قميئة أنَّ النبيَّ قد قُتِلَ صلواتُ ربي وسلامُه عليه .
وهذا بحدِّ ذاتهِ هو المطلبُ الرئيسيُّ الذي كانتْ تطلبُه قريش ، عندها صاحَ أبو سفيان ليتأكَّد منْ هذا الخبر بعد أنْ توقَّف القتالُ .
صاحَ بالمسلمين قائلاً : أفيكم محمَّد ؟؟
فقالَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : لا تجيبوه .
فأعادَها ثانيةً : أفيكم محمَّد ؟؟
والنبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقولُ : لا تجيبوه .
أفيكم محمَّد ؟؟
والنبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقولُ : لا تجيبوه .
ثم ماذا قالَ أبو سفيان ؟؟؟
قالَ : أفيكم أبو بكر ؟؟
أفيكم أبو بكر ؟؟
أفيكم أبو بكر؟؟
ثم لما انتهى قالَ : أفيكم عمر ؟؟
أفيكم عمر ؟؟
أفيكم عمر ؟؟
والنبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقولُ : لا تجيبوه .
عندها فرحَ أبو سفيان ظنّاً منه أنَّ النبيَّ وأبا بكر وعمر قد قُتِلُوا .
فقالَ : أمَّا هؤلاء فقد كُفيتموهم .. يعني قُتِلُوا .
فلم يتحمَّل عمرُ رضيَ الله عنه
فصاحَ وقالَ : بل أبقى الله لكَ ما يُخزيك يا عدوَّ الله ، فهذا رسولُ الله وهذا أبو بكر وأنا عمر .
فقالَ أبو سفيان لعمرَ : آلله !!!
يعني تُقسمُ بالله أنَّ محمَّداً لم يُقتلْ ولا أبو بكر وأنتَ عمر ؟؟ .. هو عرفَه على كلِّ حالٍ منْ صوتهِ .
قالَ : آلله .. أي أقسمُ بالله
عندها قالَ أبو سفيان : والله يا عمرُ لأنتَ أصدقُ عندي منِ ابنِ قَميئة .
الذي ادَّعى أنه قتلَ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم
*-" ثَانِيَ اثْنَيْنِ " في الصَّلاةِ .. لما مرضَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم
قالَ : " مُرُوا أبا بكر فليُصلِّ بالنَّاسِ "
ليسَ كلّ أحد .. أبو بكر هو الذي يصلِّي بالنَّاس .. حتى إنَّ أمَّنا عائشةَ رضيَ الله عنها حاولتْ أنْ تعتذرَ لأبي بكر حبّاً في أبيها ، وذلك أنها خشيتْ أنَّ النَّاسَ قد يكرهون أبا بكر .. كيف يُصلِّي بهم والنبيُّ موجودٌ صلَّى الله عليه وسلَّم ؟؟؟!!
فيتضايقون منْ ذلك .
فقالتْ شفقةً على أبيها :يا رسولَ الله إنَّ أبا بكر رجلٌ أسيفٌ ..
أسيف يعني حزين ، كما قالَ يعقوبُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ : " .... يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ ... (84) " سورة يوسف ، أي واحزناه .
.. إنَّ أبا بكر رجلٌ أسيفٌ إذا قامَ يصلِّي لا يُسْمِعُ النَّاسَ منْ بكائهِ ، وهو يقرأ " .
فقالَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : " مُرُوا أبا بكر فليُصلِّ بالنَّاسِ " .
وفي روايةٍ أنهم قدَّموا عمرَ فقامَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم
وقالَ : " مُرُوا أبا بكر أنْ يصلِّي بالنَّاسِ ، يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " .
القضيَّة ليست اختياريَّة .. عندما يقدِّم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أبا بكر للصَّلاةِ .
*- " ثَانِيَ اثْنَيْنِ " في الحجِّ .. لما فتحَ الله مكَّة لنبيِّه محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم في رمضانَ منَ السَّنةِ الثَّامنةِ رجعَ إلى حُنين ومنْ ثم رجعَ إلى المدينةِ ، وأمَّر عتَّاب بنَ أسيد على مكَّة وحجَّ بالنَّاسِ .
ثم كانتِ الحجَّة التي بعدها في السَّنةِ التَّاسعةِ ، وخرجَ المسلمون منَ المدينةِ للحجِّ .. أمَّرَ أبا بكر على الحجِّ صلواتُ ربي وسلامُه عليه .
*-" ثَانِيَ اثْنَيْنِ " في العِلْمِ .. هو أعلمُ أصحابِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بلا استثناء .
وقد أخبر أبو سعيد الخدريّ أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قبل وفاتهِ بأيَّام .. بالضَّبط قالوا إنه في يوم الخميس وهو قد تُوُفِّيَ في يوم الاثنين صلواتُ ربي وسلامُه عليه .
وجدَ في نفسهِ خِفَّة ( أي صِحَّة منَ المرض ) فخرجَ صلواتُ ربي وسلامُه عليه ثم حدَّث النَّاسَ قائلاً : "إنَّ رجلاً خيَّره الله بين زهرةِ الحياة الدُّنيا وبين ما عندَ الله فاختارَ ما عندَ الله " .
يقولُ أبو سعيد : فبكى أبو بكر ..
وقالَ : فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسولَ الله .
قال أبو سعيد : فعجبنا له !! يخبرُ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن رجلٍ خيِّر .. ويبكي أبو بكر !!
يعني ما دخلُ هذا بهذا .
بعد مدَّة فهمَ أبو سعيد كما فهمَ غيرُه أنَّ المخيَّر هو رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم .
يقولُ أبو سعيد : فكانَ رسولُ الله هو المخيَّر وكانَ أبو بكر أعلمَنا .
نعم ..كانَ أعلمَ أصحابِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم .. كانَ النَّاسُ في زمنِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا اختلفوا في شيءٍ رجعوا إلى النبيِّ صلواتُ ربي وسلامُه عليه فيفصلُ بينهم ويحكمُ وينتهي الخلافُ وينقضي .
فلمَّا تُوُفِّيَ صلواتُ ربي وسلامُه عليه قامَ مكانَه أبو بكر ، فكانَ الأمرُ كما هو في زمنِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، ما اختلفوا في شيءٍ إلا فصلَ فيه أبو بكر وينتهي الخلاف ، لا يفصلُ إلزاماً ويبقى في النفوسِ شيءٌ .. لا ، وإنما يفصلُ وينتهي الخلافُ .
وضربَ أهلُ العِلْمِ بذلك أمثلة .. منْ ذلك :
*- اختلفوا في وفاةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم .. أين يُدْفَنُ ؟؟
تُوُفِّيَ في بيتِ عائشةَ صلواتُ ربي وسلامُه عليه ورضوان الله عليها .
أين يُدْفَنُ ؟؟
يعني تصوَّروا أنتم أناس أوَّل مرة يعيشُ بين ظهرانيهم نبيّ
وهذا نبيٌّ ليسَ كسائرِ البشرِ .
هل ندفنُه في البقيع مع عامَّة المسلمين ؟؟؟
هل نجعلُ له مقبرةً خاصَّة ندفنُه فيها ؟؟
هل ندفنُه في مكانهِ ؟؟؟
ماذا نصنعُ ؟؟؟
أوَّل مرَّة يموتُ بين أيدينا نبيّ ..فكانَ الحكَمُ الفَصْلُ بينهم أبا بكر رضيَ الله عنه وأرضاه .
فقالَ : سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقولُ : " الأنبياءُ يُدفنون حيثُ يموتون " .
فحرَّكوا سريرَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وحفروا تحته ودفنوه في بيتهِ صلواتُ ربي وسلامُه عليه .
*- اختلفوا بعد وفاةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في جيشِ أسامة ، النبيُّ صلواتُ ربي وسلامُه عليه كانَ قد جهَّز جيشَ أسامة لغزوِ العربِ الخونةِ الذين وقفوا مع الرُّوم في معركةِ مؤتة .. حيثُ استُشهدَ هناك زيدُ بنُ حارثة ، جعفر بن أبي طالب ، عبد الله بن رواحة ، وكانَ نصارى العرب قدِ اتَّحدوا مع نصارى الرُّوم وغدروا بالمسلمين .
فأرادَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنْ يُؤدِّب نصارى العربِ ، فجهَّز جيشاً بقيادةِ أسامة بنِ زيد ، بينما الجيشُ يتجهَّز وهو أيضاً لا يريدُ أنْ يتحرَّك حتى يطمئنَّ على حالِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم حيثُ إنَّ النبيَّ كانَ مريضاً قُبيلَ وفاتهِ صلواتُ الله وسلامُه عليه باثني عشرَ يوماً .
فكانوا يتردَّدون على النبيِّ صلواتُ الله وسلامُه عليه ، حتى كانَ يوم الأحد والنبيُّ تُوُفِّيَ يوم الاثنين صلواتُ ربي وسلامُه عليه ، في يوم الأحد جاءَ أسامةُ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يودِّعه أنهم سيسافرون للجهادِ
يقولُ أسامةُ رضيَ الله عنه : فرأيتُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم ينظرُ إلى السَّماءِ فعلمتُ أنه يدعو لي .
وكانَ أسامةُ حِبَّ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم .. يحبُّه كثيراً صلَّى الله عليه وسلَّم .
يقولُ : فرأيته ينظر إلى السَّماءِ فعلمتُ أنه يدعو لي صلواتُ ربي وسلامُه عليه .
فخرجَ أسامةُ يومَ الأحدِ ، ثم عسكروا في الحُرُقَات ( مكان قريب من المدينة ) حتى يجتمعَ الجيشُ كلُّه ثم ينطلقون ، فباتوا هناك على أنْ ينطلقوا منَ الصَّباحِ ثم جاءَ خبرُ وفاةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فلم يتحرَّكِ الجيشُ .
فلمَّا تُوُفِّيَ صلواتُ ربي وسلامُه عليه قالوا ماذا نفعلُ ؟؟
هل نُسيِّر الجيشَ كما أرادَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أو نُبقيهِ في المدينةِ لأننا سمعنا عن قضيَّة ارتداد ؟؟؟
هناك منْ قبائلِ العربِ مَنِ ارتدَّ عن دينِ الله تباركَ وتعالى وقد نحتاجُ إلى هذا الجيشِ ليدافعَ عن المدينةِ .
فهل نسيِّر الجيشَ أو نُبقيهِ خطَّ دفاعٍ في المدينةِ ؟؟
لأنَّ الأمورَ تغيَّرت .. لأنَّ هؤلاء المرتدِّين ما أظهروا رِدَّتهم إلا بعد وفاةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، فإذا أضفنا إلى المرتدِّين وجود قبائل العرب المشركة ، وأضفنا إلى المرتدِّين وجود جماعة منَ المنافقين يعيشون بين ظهرانيهم ، وإذا أضفنا إلى المرتدِّين جماعات منَ اليهود كانوا قريبين جدّاً منَ المدينةِ ؛ وجدنا أنَّ الأمرَ فيه خطورةٌ .
فقالَ بعضُ أصحابِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم : بل يبقى الجيشُ حتى تستقرّ الأمورُ ثم بعد ذلك نُسيِّر هذا الجيشَ .
فقامَ فيهم أبو بكر .. قالَ : والله لرايةٌ عقدَها رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ما كانَ لأبي بكر أنْ يُنزلَها ، بل يذهب الجيشُ .
وفعلاً خرجَ الجيشُ وأدَّب العربَ وألقى الله الرُّعبَ في قلوبِ المرتدِّين والمنافقين واليهود والمشركين .
وذلك أنهم قالوا في أنفسِهم : إذا كانوا يُخرجون جيشاً في مثلِ هذه الظُّروفِ إذاً الذي بقيَ أقوى منْ هذا الجيشِ .
وذلك استجابةً لما أرادَه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم .
*-اختلفَ أصحابُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في قتالِ المرتدِّين
هل نقاتلُهم أو نتألَّف قلوبَهم ؟؟
فأبى أبو بكر إلا أنْ يُقاتلَهم ، وحاولَ عمرُ أنْ يثنيَ أبا بكر عن قتالِ مانعي الزَّكاةِ الذين انضمُّوا إلى المرتدِّين في تمرُّدهم
حتى قالَ عمرُ لأبي بكر الصِّدِّيق : كيف تقاتلُهم وقد قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم :" أمِرْتُ أنْ أقاتلَ النَّاسَ حتى يقولوا لا إله إلا الله " وهؤلاء قد قالوها .
يعني الذين منعوا الزَّكاةَ
فقالَ أبو بكر : والله لأقاتلنَّ مَنْ فرَّق بين الصَّلاةِ والزَّكاةِ ، فإنَّ الزَّكاةَ حقُّ المال ، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدُّونه إلى رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم لقاتلتُهم عليه .
والعِقالُ هو حبلُ النَّاقةِ .
وفي رواية : لو منعنوني عَنَاقاً ( أي سخلة صغيرة )كانوا يؤدُّونها إلى رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم لقاتلتُهم عليها .
ثم بعد ذلك أنارَ الله قلوبَ أصحابِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأرشدها إلى قولِ أبي بكر ، وإلى اليوم يحمد النَّاسُ رأي أبي بكر رضيَ الله عنه في قتالهِ للمرتدِّين.. إلى اليوم .
*- أعلمُ النَّاسِ أبو بكر الصِّدِّيق رضيَ الله عنه ، لما جاءته فاطمةُ بنتُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم تُطالبُ بميراثها أخبرَها أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قالَ : " لا نُوْرَثُ ما تركناه فهو صدقة " .
ما تقومُ مسألةٌ إلا و يُنهيها أبو بكر رضيَ الله تباركَ وتعالى عليه .
نعودُ إلى الثُّنائيَّة .. هو
*- " ثَانِيَ اثْنَيْنِ " في هجرته .. كلَّما جاءَ أحد أصحابِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم إليه يستأذنُه بالهجرةِ
قالَ :نعم.. فاذهبْ إنْ شئتَ .. نعم هاجر ..
إلا اثنين .. منعَ عليَّ بنَ أبي طالب ومنعَ أبا بكر .. يستئذنان في الهجرة فيقولُ :لا
حتى جاءَ اليومُ الذي أذِنَ الله فيه لأبي بكر أنْ يُهاجرَ
فجاءَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى أبي بكر فقالَ : إنَّ الله قد أذِنَ لي بالهجرةِ
فقالَ أبو بكر رضيَ الله عنه : الصُّحبة يا رسولَ الله ( أي أسألُك الصُّحبةَ ) الصُّحبة يا رسولَ الله .
قالَ :نعم .
ثم أتى عليّاً فأمرَه أنْ يبقى في مكَّة ليؤدِّي الأمانات إلى أهلها .
إذْ إنَّ قريشاً على خُبثها وكُفرها واتِّهامها للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأنه كذَّاب ومجنون وساحر وكاهن وشاعر وغير ذلك منَ الاتهامات ما تضعُ أماناتها إلا عند رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، أبداً .. لا يضعون الأمانات إلا عنده صلواتُ ربي وسلامُه عليه .
فكانَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قد أبقى عليّاً ليردَّ الأمانات ولم يأخذها له صلواتُ ربي وسلامُه عليه ، لأنه مربِّي صلَّى الله عليه وسلَّم ، وقد قالَ لنا :" أدِّ الأمانة لمن ائتمنك ولا تخنْ مَنْ خانك " .
الله جَلَّ وعلا يقولُ : " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا (58) " سورة النساء
فأدَّى الأمانات ، طلبَ منْ عليّ أنْ يبقى في مكَّة شرَّفها الله ليؤدِّي الأمانات إلى أهلِها ، فهاجرَ أبو بكر مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وتشرَّف بهذه الصُّحبةِ .
*-" ثَانِيَ اثْنَيْنِ " في الخلافة .. لما جاءتِ امرأةٌ للنبيِّ صلَّى الله عليه و سلَّم تسألُه عن مسائلَ فأجابها ثم أمرَها أنْ تعودَ منَ العام القادم .
فقالتِ المرأةُ : أرأيتَ - تقولُ للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم - أرأيتَ إنْ جئتُ منَ العام القادم فلم أجدك فإلى مَنْ ؟؟
يعني أذهبُ إلى مَنْ إذا لم أجدك .
فقالَ : " ائتي أبا بكر "
وقالَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لعائشةَ : "ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ كِتَاباً فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ وَيَقُولُ قَائِلٌ أَنَا أَوْلَى وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلا أَبَا بَكْرٍ " ، فهو " ثَانِيَ اثْنَيْنِ " في الخلافة ..
ولذلك قالها عمرُ لأهلِ السَّقيفةِ : أيُّكم تطيبُ نفسُه أنْ يتأمَّر على قومٍ فيهم أبا بكر ؟؟!!
لا يمكنُ
*-أبو بكر " ثَانِيَ اثْنَيْنِ " في الفضل .. لما جاءَ عمرو بن العاص رضيَ الله عنه وأرضاه إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم
فقالَ له : مَنْ أحبُّ النَّاسِ إليك ؟؟
قالَ :عائشة .
قالَ : ومنَ الرِّجالِ ؟؟
قالَ :أبوها .
ولما سُئِلَ عليٌّ رضيَ الله عنه وأرضاه مَنْ خيرُ النَّاسِ بعد رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ؟
قالَ : أبو بكر .
فهو " ثَانِيَ اثْنَيْنِ " في الخيريَّةِ والفضلِ والمكانةِ
*-" ثَانِيَ اثْنَيْنِ " في الرِّفقة .. كانَ مرافقاً للنبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وكثيراً ما يجلسُ معه ويُسامرُه
حتى قالَ عليٌّ رضيَ الله عنه وأرضاه : إنني كثيراً ما كنتُ أسمعُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقولُ : " كنتُ أنا وأبو بكر وعمر ، وجئتُ أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجتُ أنا وأبو بكر وعمر " ، فكانَ ملازماً للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم .
وفي الحديثِ المشهورِ ، حديثِ أبي موسى الأشعريّ لما جاءَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فدخلَ حائطاً ( والحائطُ هو البستانُ الصَّغيرُ المحوَّط بِسُورٍ )
يقولُ : فدخلَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم حائطاً فكانَ في الحائطِ بئرٌ صغيرٌ ، فجلسَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على حافَّة البئرِ و دلَّى رجليهِ .
فقالَ أبو موسى رضيَ الله عنه : لأكوننَّ اليوم بوَّاب رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فلا يدخلُ عليه حتى يأذنَ .
أتدرون أوَّل مَنْ جاءَ ؟؟
إنه أبو بكر .. جاءَ ليدخلَ حيثُ قد علمَ أنَّ النبيَّ قد دخلَ إلى هذا المكانِ
فقالَ أبو موسى الأشعريّ : مكانك أنا البوَّاب في هذا اليوم ، مكانك حتى أستأذن لك رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم .
لعلَّه يريدُ أنْ يجلسَ وحدَه .. لعلَّه يريدُ أنْ يخلوَ بنفسهِ .
قالَ : حتى أستأذن لكَ .
فوقفَ أبو بكر..
ودخلَ أبو موسى الأشعريّ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم
فقالَ : يا رسولَ الله ، هذا أبو بكر عند البابِ .
قالَ : "ائذنْ له وبشِّره بالجنَّة " .
فجاءَ أبو بكر ، وقالَ له أبو موسى هذا الكلام ، فحمدَ الله جَلَّ وعلا ، وجاءَ وجلسَ على يمين النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم و دلَّى رجليه في البئر .
ثم جاءَ عمرُ ، وأيضاً قالَ له كما قالَ لأبي بكر ، فجلسَ عن يسارِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم .
ثم جاءَ عثمانُ ولكنْ لأنَّ محيطَ البِئر ( قطر البئر ) كانَ صغيراً فلم يكفِ لعثمانَ فجلسَ جانباً ، رضيَ الله عنهم جميعاً .
وأوَّله بعضُهم بقبورِهم .. قبر النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقبر أبي بكر وقبر عمر رضيَ الله عنهما أنهم بجانب بعض .
*- أبو بكر الصِّدِّيق " ثَانِيَ اثْنَيْنِ "بالمكانة .. ويذكرُ أبو الدَّرداء رضيَ الله عنه أنه حصلتْ مُشادَّة بين أبي بكر وعمر ، فأبو بكر رضيَ الله عنه في طبعهِ حِدَّة ..حادّ الطَّبع ، حادَّ الطبع يعني يغضبُ بسرعةٍ .
هذه أطباع .. فكانَ طبعُ أبي بكر هكذا يغضبُ بسرعةٍ .. فقالَ عمرُ كلمةً و قالَ أبو بكر كلمةً .. بينهما .. فقالَ أبو بكر كلمةً لم تُرضِ عمرَ ، لم تُذكرْ هذه الكلمةُ ، ثم ندمَ أبو بكر .
فقالَ لعمر : اغفرْ لي .
سامحني يعني على هذه الكلمة التي خرجتْ مني .
وعمر غضبَ على هذه الكلمةِ التي قيلتْ له
فقالَ : لا اغفرُ لكَ
لنْ أسامحَك ، ثم خرجَ عمرُ وتركَ أبا بكر .
حزنَ أبو بكر .. كيف أغضبَ أخاه ؟؟!! حاولَ أنْ يعتذرَ منه لم يقبلْ عمرُ .. فذهبَ يشتكي عند النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، وهو مقبلٌ - سبحانَ الله الإنسان تظهرُ على تعابير وجههِ حالتُه - فلمَّا رآه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مقبلاً قالَ لمنْ عنده ومنهم أبو الدَّرداء : " أمَّا صاحبُكم فقد غامر " .
يعني عنده مشكلة صاحبكم هذا .
فأقبلَ أبو بكر على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم و في وجههِ الحزنُ والكآبةُ والضِّيقُ .
فقالَ له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : " مالكَ يا أبا بكر ؟؟ " .
قالَ : يا رسولَ الله ، كانَ بيني وبين عمر حديثٌ ، فأسرعتُ إليه - أنا المخطئُ - أسرعتُ إليه في الكلام .. فقلتُ له اغفرْ لي فلم يغفرْ لي .. هذا ما يضايقني ، لم يغفرْ لي .
ماذا قالَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لأبي بكر ؟؟؟
قالَ له :يغفرُ الله لكَ يا أبا بكر ، يغفرُ الله لكَ يا أبا بكر ، يغفرُ الله لكَ يا أبا بكر " .
استغفرَ له ثلاثاً صلواتُ ربي وسلامُه عليه .
لم ينتهِ الحديثُ .
يقولُ أبو الدَّرداء : فندمَ عمرُ أنه لم يغفر لأبي بكر فرجعَ لأبي بكر ليقولَ له : قد غفرتُ لكَ ، لكنه لم يجده في بيته ، فذهبَ إلى مجلسِ رسولِ الله ، وإذا أبو بكر موجودٌ ، يريدُ أن يقولَ له قد غفرتُ لكَ .
يقولُ أبو الدَّرداء : فلمَّا أقبلَ عمرُ قامَ إليه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مغضباً .
فجثا أبو بكر على ركبتيه وقالَ : يا رسولَ الله ، أنا كنتُ أظلم .. أنا كنتُ أظلم .. أنا المخطئُ يا رسولَ الله ، لا تغضبْ منْ عمر .. أنا المخطئُ .. أنا كنتُ أظلم .
يقولُ : والنبيُّ لا يلتفتُ إليه .
فأقبلَ إلى عمر فقالَ له :يا عمر..
قبلَ أنْ يتكلَّم عمرُ ، لم يسمح له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم .
قالَ :يا عمرُ ، أرسلني الله إليكم فقلتم كذبتَ وقالَ أبو بكر صَدَقَ ...
- أوَّل واحد صدَّقني .. أوَّل مَنْ آمنَ بي .. أوَّل مَنْ نصرَني .. أوَّل مَنْ وقفَ معي -
أرسلني الله إليكم فقلتم كذبتَ وقالَ أبو بكر صَدَقَ ، و واساني بنفسهِ ومالهِ فهل أنتم تاركو لي صاحبي "
عندها قالَ أبو الدَّرداء : فما أوذِيَ أبو بكر بعدها .
عرفَ النَّاسُ كلُّهم قَدْرَ هذا الرَّجلِ عند رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم .
يقولُ : فما أوذِيَ أبو بكر بعدها .
فالثُّنائيَّة عند هذا الرَّجلِ تجدُها في أمورٍ كثيرةٍ .
*- يعني في أسرى بدر .. النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقعَ عنده مجموعةٌ منَ الأسرى قريب منْ سبعين .
فاستشارَ الصَّحابة :ماذا نفعلُ بهؤلاء الأسرى ؟؟؟
أوَّل مَنْ يجيبُ أبو بكر .. أوَّل مَنْ يتكلَّم بين يدي النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أبو بكر .. أوَّل مَنْ يُستشار ويُطلب منه الرَّأي أبو بكر رضيَ الله عنه .
فقالَ : قومك وعشيرتك .. أرى أنْ تُفاديهم يا رسولَ الله .
اختارَ النبيُّ قولَ أبي بكر صلواتُ ربي وسلامُه عليه .
*- أختمُ الثُّنائيةَ بالحديبية .. في الحديبية لما تمَّ الصُّلْحُ بين النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وسهيلِ بنِ عمرو منْ طرفِ قريش ، تعلمون جميعاً أنَّ بنودَ الصُّلْحِ كانَ منْ ضِمنها أنه مَنْ خرجَ منَ المشركين إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ثم طالبتْ به قريش فإنَّ على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنْ يردَّه إليهم ، وأنَّ مَنْ خرجَ منَ المسلمين إلى قريش وطلبه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فليسَ على قريش أنْ تردَّه .
يعني هذا الشَّرط واضح .. أنتَ يا محمَّد تردُّ الذي نطلبُه ونحن لا نردُّ الذي تطلبُه ، ظاهرُ الشَّرط أنَّ فيه إجحافاً في حقِّ المسلمين ، ثم طُبِّقَ واقعاً .
أثناء الاتفاق جاءَ ابنُ سهيل بن عمرو ، أبو جندل ، وكانَ مسلماً وأبوه سهيل كانَ حبسَه في البيتِ لأنه أسلمَ ، فهربَ منَ البيتِ لما علمَ أنَّ النبيَّ قريبٌ منْ مكَّة صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديبية ، هربَ منَ البيتِ بقيودهِ ثم جاءَ وطرحَ نفسَه بين يدي النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، فالتفتَ النبيُّ إلى أبي جندل .
فقالَ سهيلُ بنُ عمر : يا محمَّد هذا أوَّل واحد أطالبُ فيه تردّه إلينا الآن .
فقالَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لسهيل : بل تتركه لي .
قالَ : لا .. تردُّه إلينا .
فقالَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم :بل تتركه لي .
فقالَ سهيل : إمَّا أنْ تردَّه وإمَّا لا يوجد اتفاق .
فقالَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لسهيل :خُذه إذاً .
بعضُ الصَّحابةِ استغربَ منْ هذا الجواب منَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم !!!
والنبيُّ لا يغدرُ صلَّى الله عليه وسلَّم ، وإذا قالَ كلمةً التزمَ بها صلواتُ ربي وسلامُه عليه .
فقالَ :خُذه .
حتى إنَّ بعضَ أصحابهِ يقولُ فاقتربتُ منْ أبي جندل أقرِّب له السَّيف
( يعني ليأخذ السَّيف يقتل به أباه أو يقتل له أحد منهم حتى يفلتَ منهم لأنه غير داخل في العهد )
فتمَّ الاتفاقُ و سُجِّلَتِ المعاهدةُ و أخذ أبو جندل .
بعضُ الصَّحابةِ تضايقَ .. منْ هؤلاء عمر رضيَ الله عنه ، جاءَ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم
فقالَ له : يا رسولَ الله ، ألستَ نبيَّ الله ؟؟
قالَ :بلى .
قالَ : ألسنا المسلمين ؟؟
قالَ :بلى .
قالَ : أليسوا الكافرين ؟؟
قالَ : بلى .
قالَ : ألسنا على الحقِّ .
قالَ :بلى .
قالَ : أليسوا على الباطلِ ؟؟
قالَ :بلى .
قالَ : علامَ نقبلُ الدَّنية في ديننا ؟؟!!!
لماذا نرضى بهذا الشَّرط ؟؟!!
هم لا يردُّون إلينا ونحن نردُّ ؟؟!!!
علامَ نقبلُ الدَّنية في ديننا ؟؟؟!!!
فماذا كانَ جوابُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ؟؟
قالَ :يا عمرُ ، إني رسولُ الله وإنَّ الله لنْ يضيِّعني .
قالَ : يا رسولَ الله ، أوَ لستَ قلتَ لنا أنَّا نخرجُ و نعتمرُ ؟؟
لأنَّ النبيَّ كانَ قد أخبرَهم أنه رأى رؤيا أنه يعتمر .. هم محرمون أصلاً في الحديبية .
قالَ : أوَ لستَ أخبرتنا أنا نعتمرُ ونطوفُ بالبيتِ ؟؟
قالَ :بلى .. أوَ قلتُ لك هذا العام ؟؟
قالَ : لا .
قالَ :فإنك آتٍ البيتَ ومطوِّف به .
سكتَ عمرُ .. فكَّر عمرُ في نفسهِ مَنْ أقربُ النَّاسِ إلى رسولِ الله ؟؟
مَنْ يستطيعُ أنْ يؤثِّر على رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ؟؟
مَنْ له رأي يسمعُه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بكلِّ ارتياح ؟؟
أبو بكر .. فذهبَ إلى أبي بكر كأنه يريدُ أنْ يدفعَه إلى كلام النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، فُوجيءَ عمرُ .
جاءَ إلى أبي بكر قالَ : يا أبا بكر أليس رسول الله ؟؟
قالَ : بلى .
قالَ : ألسنا المسلمين ؟؟
قالَ : بلى .
قالَ : أليسوا الكافرين ؟؟
قال : بلى .
قالَ : ألسنا على الحقِّ ؟؟
قالَ : بلى .
قالَ : أليسوا على الباطلِ ؟؟
قالَ : بلى .
قالَ : علامَ نقبلُ الدَّنية منْ ديننا ؟؟؟!!
قالَ : يا عمرُ ، إنه رسولُ الله وإنَّ الله لنْ يُضيِّعه .
نفس الكلام .. مع أنَّ أبا بكر ما كانَ حاضراً بين عمر والنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لكنْ وُفِّقَ إلى الإجابة ذاتها .
قالَ : إنه رسولُ الله وإنَّ الله لنْ يُضيِّعه ... يا عمرُ الزمْ غَرْزَه .. اتَّبعه .
قالَ: يا أبا بكر أوَ ليسَ أخبرَنا أننا نعتمرُ ؟؟؟
قالَ : بلى.. أوَ أخبرَك أنك تعتمرُ هذا العام ؟
قال : لا .
قال : فإنك آتٍ البيتَ ومطوِّف فيه .
بالله عليكم هذا الكلام هل يقوله أحدٌ إلا وقد وفَّقه الله إلى أنْ يقولَ ما قالَه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم .
فهذه التَّثنيةُ في حياةِ هذا الرَّجلِ مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم .
*- وخُتمتْ هذه التَّثنيةَ بأنْ تُوُفِّيَ أبو بكر رضيَ الله عنه بعد سنتين منْ وفاةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، وأبو بكر كانَ قد وُلِدَ بعد ولادةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بسنتين ، فماتَ وعمرُه وعُمر النبيّ واحد !!
ودُفِنَ بجانبِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، ويُحشر مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم .
هذا هو أبو بكر الصِّدِّيق رضيَ الله عنه وأرضاه .
فهذه بعضُ المواقفِ منْ سيرةِ هذا الرَّجلِ ، أعني أبا بكر الصِّدِّيق رضيَ الله تباركَ وتعالى عنه وأرضاه ، وإنْ كانتِ المواقفُ أكثرَ منْ هذا بكثيرٍ ، ولكن هذا ما أحببتُ أنْ أنبِّه عليه ، وهي قضيَّة خصوصيَّة هذا الرَّجل مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم .
نرجعُ إلى الآية .. يقولُ الله تباركَ وتعالى معاتباً المؤمنين كما قالَ عليٌّ رضيَ الله عنه : " إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ....(40)" سورة التوبة
انظروا " إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا " .
ماذا تعني هذه الكلمةُ ؟؟
الله جَلَّ وعلا قالَ : " .... مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) " سورة المجادلة
ويقولُ الله تباركَ وتعالى :" هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْـزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)" سورة الحديد .. هذه معيَّة ، وهذه معيَّة ، هنا قالَ "وَهُوَ مَعَكُمْ " " إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ " وهنا قالَ " إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا " .
هل هذه كهذه ؟؟
لا.. تختلف .
هنا لما يقول الله تبارك وتعالى : " مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ " كانوا مسلمين كانوا كفاراً ، مهما يكونون معهم فهذه المعيَّةُ معيَّةٌ علميَّةٌ .
لما يقول الله تبارك وتعالى : " يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْـزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ " علميَّة ، أي بالعلم ، يعلمُ أحوالكم وأقوالكم وأموركم كلّها ، فلا فضلَ لأحدٍ فيها ، لأنه يستوي فيها الكافرُ والمسلمُ ، التقيّ والفاجر ، الإنس والجن ، بل حتى البهائم ؛ لأنَّ هذه معيَّة علميَّة ، أي أنَّ علمَ الله محيطٌ بكلِّ شيءٍ سبحانه وتعالى " إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " " وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " .
ختم هاتين الآيتين " إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " " وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "
ذكر الله المعيَّة في كتابه فقالَ : :" إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا ...(128) " سورة النحل
وقالَ : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ "سورة البقرة 195، سورة المائدة 13
وقالَ : ".... إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153 ) "سورة البقرة.
ذكرَ أيضاً المعيَّة لهؤلاء .. هذه أصناف ، كلُّ مَنِ اتَّصفَ بهذا الوصفِ صارَ منْ هذا الصِّنف فيكونُ الله معه .
لكن تُرى هل قالها الله لشخصٍ بعينه أنا معك ؟؟
قالها لموسى وهارون :"... إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى(46) "سورة طه ، معكما أنتما أسمعُ وأرى .
وقالَ موسى لما فرَّ منْ فرعون ؛ قالَ : :" قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) "سورة الشعراء
هذه معيَّة خاصَّة يقولُ أهلُ العِلْمِ .. خاصَّة بموسى .. خاصَّة بهارون ، لم تحدثْ لأحدٍ منَ البشر منْ غير الأنبياء إلا لأبي بكر الصديق : " إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا " مع أنَّ بين النبيِّ و أبي بكر وبين الكفار أشبار .
الكفَّار على باب الغار والنبيّ وأبو بكر في الغار ويقولُ له " إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا " معي أنا وأنت : " يَا أَبَا بَكْر مَا ظَنّك بِاثْنَيْنِ اللَّه ثَالِثهمَا " ، " لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا " ، فهذه معيَّة خاصَّة ما ذكرها الله لأحدٍ منَ البشر دون الأنبياء إلا لهذا الرَّجلِ .
إلا لأبي بكر الصِّدِّيق رضيَ الله عنه و أرضاه .
فهو متميِّز إذاً ، متميِّز عن سائر البشر رضوانُ الله تبارك وتعالى عليه وأرضاه .
واستُخلِفَ بعد النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم كما قلنا لمدَّة سنتين وثلاثة أشهر ثم وافاهُ الأجلُ .
وهو على فراشِ الموتِ جاءته ابنتُه أمُّ المؤمنين ، ابنته وأمُّه عائشةُ رضيَ الله عنها ، فلمَّا رأتِ النَّزعَ وسكرات الموت قالتْ عن أبيها وهو يُقاسي النَّزعَ
قالتْ :
لعمرك ما يُغني الثَّراءُ عنِ الفتى *** إذا حشرجتْ يوماً وضاقَ بها الصَّدرُ
فالتفتَ إليها
- وهو في مثلِ هذه الحالِ –
فقالَ : يا بنيَّة هلَّا قلتِ : " وجاءتْ سكرةُ الموتِ بالحقِّ "
هذه سكرة
قيلَ له : ألا نأتيك بالطَّبيب ؟؟
قالَ : إنَّ الطَّبيبَ قد رآني .
قالوا : فماذا قالَ لكَ ؟؟
قالَ : قالَ لي : إني فعَّال لما أريدُ " .
يعني الله تبارك وتعالى
وافته المنيَّة رضيَ الله عنه ودُفِنَ بجانبِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم .
هذه بعضُ الكلماتِ في حقِّ هذا الصَّحابيِّ الجليلِ ، أعني أبا بكر الصِّدِّيق رضيَ الله تبارك وتعالى عنه وأرضاه ، والله تعالى أعلى وأعلم ، وصلَّى الله وباركَ على نبيِّنا محمَّد .


__________________
[align=center]

[/align]
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
آل البيت, أبو, الأصحاب, الثاني, الحلقة, الجزء, السادسة, الصحابة, تفريغ, بكر, سلسلة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
تفريغ الحلقة الثامنة: سلسلة آل البيت والصحابة: علي رضي الله عنه الجزء الثاني مصطفى طالب مصطفى قصص هادفة 0 05-29-2015 03:58 PM
تفريغ الحلقة الخامسة: سلسلة آل البيت والصحابة: أبو بكر الجزء 1 مصطفى طالب مصطفى قصص هادفة 0 05-29-2015 03:45 PM
تفريغ الحلقة الثالثة من سلسلة آل البيت والصحابة :العلاقة بين آل بيت النبي والصحابة مصطفى طالب مصطفى قصص هادفة 0 05-29-2015 12:18 AM
تفريغ الحلقة الثانية من سلسلة آل البيت والصحابة :حقوق آل البيت والصحابة وحكم محبتهم مصطفى طالب مصطفى قصص هادفة 0 05-29-2015 12:09 AM
تفريغ الحلقة الأولى من سلسلة آل البيت والصحابة للشيخ عثمان الخميس مصطفى طالب مصطفى قصص هادفة 0 05-29-2015 12:01 AM

*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 
 Yacine tv   lبرنامج موارد بشرية   اشتراك كاسبر الرسمي   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   شركة حور كلين للتنظيف   شركة نقل عفش بالرياض   شراء اثاث مستعمل   تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف بجدة   شركة نقل عفش بجدة   شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة نقل عفش بجدة   شركة تنظيف بالطائف   شركة تنظيف خزانات بجدة 
 شراء اثاث مستعمل بالرياض   تنسيق حدائق   شركة تنظيف في دبي   شراء اثاث مستعمل بالرياض   شركة تنظيف خزانات بجدة 
 شركة تنظيف منازل بالرياض 
 تركيب مظلات حدائق   تركيب ساندوتش بانل   yalla shoot   يلا شوت   يلا شوت   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 
 شركة الرائعون   شركة عزل خزانات   شركة عزل اسطح في الرياض   شركة عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح شينكو   شركة عزل خزانات بجدة   شركة عزل خزانات في مكة   شركة عزل خزانات المياه بالطائف   شركة تنظيف مكيفات بجدة   شركة تنظيف بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بتبوك 
 اشتراك كاسبر   kora live   social media free online tools   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة نقل عفش جدة   شركة غسيل خزانات بجدة   شركة مكافحة حشرات بجده   شركة نقل عفش بجده   شركة تنظيف بالبخار بالطائف   كشف تسربات المياه بالرياض و شركة عزل خزانات المياه بالرياض  شركة تنظيف بالطائف || شركة تنظيف خزانات بالطائف || شركة تنظيف بالبخار بالطائف || شركة مكافحة حشرات بالطائف
شركة تنظيف خزانات بجدة || شركة تنظيف بجدة || شركة تنظيف بالبخار بجدة || شركة مكافحة حشرات بجدة || المهندسين للخدمات المنزلية
متابعين تيك توك || اشتراك كاسبر
شركة تنظيف مكيفات بالرياض || عالم التقنية والربح من النت || شراء اثاث مستعمل بالرياض || شقق تمليك ||
لباد فندقي || بيوت جاهزة || كورة اون لاين ||| kora online ||| شركة حراسات أمنية || ترجمة معتمدة في جدة
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 

للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب

معلوماتي || شركة نقل عفش بالمدينة المنورة


الساعة الآن »05:46 AM.


Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
انشر تؤجر, جميع الحقوق محفوظة لموقع رحيق الشباب