11-02-2015, 04:00 AM
|
|
الإدارة
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 1,072
|
|
القيمة المنهجية في قصة المستأذن في الزنا
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ / سلطان العميري
عن أبي أمامة : "أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله ائذن لي في الزنا فصاح به الناس فقال النبي صلى الله عليه و سلم : أقروه فدنا حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : أتحبه لأمك قال : لا قال : وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم قال : أتحبه لابنتك ؟ قال : لا قال : وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم قال : أتحبه لأختك ؟ قال : لا قال : وكذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم فوضع رسول الله صلى الله عليه و سلم يده على صدره فقال : اللهم كفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه"( ).
والقيمة المنهجية لهذه الحادثة دلالتها على أنه يجب على المربين والشيوخ والعلماء والمفكرين أن يقبلوا بالحوار والنقاش مع أي شخص في أي مسألة – ما دام لم يظهر من تصرفه التعنت وعدم قصد الحق - , وعليهم أن يسعوا إلى كشف الحق بالأدلة العقلية والأسلوب الأمثل , كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع ذلك الشاب .
وهذه المنهجية أدعى إلى إقبال الشباب المسلم على المربين والمفكرين والموجهين , وأقوى في احتفائهم بهم والتفاتهم حولهم , فلو علم ذلك الشاب من حال النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يقبل الحوار , ولا يجيب على كل الأسئلة , أو أنه ينتقل من الحوار والنقاش إلى التعنيف والتوبيخ والاستخفاف بعقل السائل لما عرضه عليه سؤاله وطلبه .
إن كثيرا من المفكرين والشيوخ والعلماء في حاجة إلى مراجعة منهجيتهم في إقامة الحجج والبراهين , ومراجعة أسلوبهم وطريقتهم في إدارة الحوار والنقاش مع الأسئلة المطروحة في هذا العصر , ويحتاجون إلى أن يتمثلوا بالخلق النبوي الشريف , الذي يدعوا إلى الإقبال على السائلين , والإصغاء لهم , وتقدير أسئلتهم واستشكالاتهم , ومن ثم النقاش معهم بالطريقة العلمية والعقلية المناسبة , وألا يبادروا إلى إغلاق أبواب الحوار ومنافذ النقاش , وألا يعتمدوا في حوارهم على الأساليب الوعظية فقط , ولا على الطرق الخطابية فحسب , فكل ذلك مخالف للهدي النبوي الكريم .
__________________
[align=center] [/align]
|