[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:

فقد يظن أحدُنا للوهلة الأولى أن المكي هو ما نزل في مكة والمدني هو ما نزل في المدينة, وهذا خطأ من وجوه.

الوجه الأول: أن هذه الألفاظ " مكي" " مدني " مُصطلحات علمية, وهية كاللغة عند العلماء, فأنت إن كنت تريد معرفة معنى كلمة إنجليزية ما فسوف تذهب إلى شخص دارس للغة الإنجليزية, لأنك قد تُخطئ في فهم معنى الكلمة, فربما لها معنى مغاير لظاهرها, وبالتالي فيجب أن نرجع إلى علماء القرآن الكريم لنفهم مرادهم من هذه المصطلحات.

فمثلا قد تسمع فلان يقول: ذاك الرجل يده طويلة

قد تفهم منه أنه يريد أن يمدحه بطول قامته, ولكنه يريد أن يذمه بأنه سارق

الوجه الثاني: أن هذه الألفاظ معناها متعلق بالزَّمن وليس بالمكان.

القرآن المكي: هو ما نزل قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنوَّرة

القرآن المدني: هو ما نزل بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنوَّرة

وبالتالي فما نزل من القرآن الكريم في مكة المكرمة بعد الهجرة فهو قرآن مدني, وما نزل في غير مكة المكرَّمة قبل الهجرة فهو قرآن مكِّي