بَلْ إِنَّ شُهُودَكَ الفَجْرَ فِي المسْجِدِ; أَعْظَمُ أَجْراً مِنْ قِيَامِكَ اللَّيلَ كُلَّهُ !
وَإِذَا أَرَدْتَ مَعْرِفَةَ الدَّلِيْلِ على ذَلِكَ; فَإِلَيْكَ هَذِهِ القِصَّةُ.
عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبي حَثْمَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَدَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبي حَثْمَةَ فِي صَلاةِ الصُّبحِ, وَأَنَّ عُمَرَ غَدَا إلى السُّوقِ, وَمَسْكَنُ سُلَيْمَانَ بَيْنَ المسْجِدِ وَالسُّوْقِ, فَمَرَّ على الشِّفَاءِ أُمِّ سُلَيْمَانَ, فَقَالَ لَهَا: لمْ أَرَ سُلَيمَانَ في الصُّبْحِ ؟! فَقَالَتْ: إِنَّهُ بَاتَ يُصَلِّي, فَغَلَبَتْهُ عَينَاهُ. قَالَ عُمَرُ: لأَنْ أَشْهَدَ صَلاةَ الصُّبْحِ في جمَاعَةٍ; أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَنْ أَقُومَ لَيلَةً ![1].
1 رواه مالك (291) بسند صحيح.
فَانْظُرْ – أَخي المسْلِمُ – كَيْفَ لَمْ يَقْبَل عُذْرَ شَخْصٍ في التَّخَلُّفِ عَنْ صَلاةِ الصُّبْحِ في جَمَاعَةٍ, مَعَ أَنَّهُ قَضَى لَيْلَتَهُ قَائِماً بَينَ يَدَيِ الله, فَكَيفَ بِمَنْ يُضَيِّعُهَا بِسَبَبِ سَهَرٍ على أجْهِزَةِ الفَسَادِ. سَيِّئَاتٌ وَشَهَوَاتٌ, وَقَنَواتٌ وَمُسَلْسَلاتٌ.