إنَّ قِيَامَ الليل عِبَادَةُ جَلِيلَةُ, وَقُرْبَةٌ عَظِيمَةٌ, وَشَرِيعَةٌ رَبَّانِيَّةٌ, وَسُنَّةٌ نَبَوِيَّةٌ, وَخَصْلَةٌ حَمِيدَةٌ,وَمَدْرَسَةٌ إِيمَانِيَّةٌ, وَخَلْوَةٌ بِرَبِّ البَرِيَّةِ.
وَمَعَ كُلِّ هَذِهِ الخِصَالِ الحَمِيْدَةِ, وَالصِّفَاتِ المجِيدَةِ, لمْ نَعُدْ نَقُومُ اللَّيلَ, وَلا طَاقَةَ لَنَا بِهِ, ضَعُغَتْ عَنْهُ هِمَمُنَا, وَقَعَدَتْ عَنْهُ عَزَائِمُنَا, وَثَقُلَتْ عَنِ القِيَام بِهِ أَجْسَادُنَا, وَشَغَلَتْنَا عَنْهُ أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا.
وَأَنْتَ يَا طَالِبَ الشَّعَادَةِ, إِذَا أَدَّيتَ صَلَاةَ الفَجْرِ جمَاعَةً; فَكَأَنَّما قُمْتَ الَّيلَ كُلَّهُ, نَعَمْ كُلَّهُ لا بَعْضَهُ.
قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَلَّىَ الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ الَّيْلِ, وَمَنْ صَلَّىَ الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّىَ الَّيْلَ كُلَّهُ (1).
فَمَا أَغْلاهَا مِنْ فُرْصَةٍ! فَهَلْ أَنْتَ مِنَ المُضَيِّعِينَ لهَذَا الخَيرِ كُلِّهِ؟!
---------
(1) أخرجه مسلم (656)