يرتبط بهذه العقائد بعض التنبيهات:
الأولى: فهم أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو حجة، فهم أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- لهذه النصوص، نصوص الكتاب والسنة حجة، لماذا؟ لأنهم شهدوه، والقرآن نزل بلغة العرب لغتهم، فشهدوا نزول الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذا اختلفتِ الفهوم؛ ففهْم أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- حجة، وكذلك من تابعهم حُجة، أين نجد أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟).
نجدها في سيرهم و كتب التفسير؛ مثل تفسير الطبري -رحمه الله-، ذكرها بالأسانيد؛ قال ابن عباس، قال فلان، قال أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، يأخذهم واحدًا ويقول هذا رأيه بالسند، انظر السند. وأيضًا، كتب الأحاديث سنجد فيها كثيرًا من آراء أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتابعين والأئمة رحمهم الله تعالى.
نجد أن منهج السلف هو الأعلم وهو الأسلم وهو الأحكم، منهج السلف هو الأعلمُ، وهو أيضًا الأحكم، وهو أيضًا الأسلم، لماذا نقول هذا؟ لأنه قد وُجدت طوائف وقالوا: إن منهج السلف أسلم، بينما إن منهجهم هو الأحكمُ، يعني أن الصحابة ما كان منهجهم أرادوا فقط السلامة وأنهم كالأميين؛ أي ما فهموا ذلك، بل إن الصحابة لما تجد كلامهم.. يقول أبي العز الحنفي -رحمه الله- كلمةً جميلةً، يقول: "الصحابة والسلف الأول كان الرجل منهم يقول الكلمة والكلمتين فينفع بهما الفئام من الناس"، كلامهم قليل لكنه مفيد، والقول أنهم لم يفهموا القرآن ولم يفهموا السنة، هذا حقيقة من الخطأ العظيم والظلم العظيم لمثل هؤلاء.
أيضًا، العقيدة توقيفية لا يجوز تلقيها من غير الوحي إطلاقًا، العقيدة توقيفية. وتأمَّل الناس، فكثير من الناس يأتي ويتكلم كثيرًا، ويُطيل الكلامَ والنقاشَ، مع أن الإنسان لو نظر إلى نفسه وتأمَّلَها، سيجد أن هناك جوانب في حياته أو في نفسه هو لا يَعرفها، فلو سئل عن الروح، بل اكتشاف ذات جسد الإنسان إلى الآن والطب كل يوم يطلع لنا بجديد، فإذا كان الإنسان إلى الآن لم يكتشف ذاته؛ فكيف يريد أن يكتشف شيئًا آخر بعيدًا عنه، ولذلك فإن الوحي هو مصدر الاعتقاد، لا يمكن أن آخذ الاعتقاد من غير ذلك.
أيضًا، أن هذه العقيدة مبناها على أمرين:
الأول: التسليم لله -عز وجل-.
الثاني: الاتباع لرسوله -صلى الله عليه وسلم-.
سنجد من الأشياء المسلَّمة أن أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتابعين لهم بإحسان هم على اعتقاد أهل السنة بالنقول الثابتة عنهم، وسيأتي لك سندٌ.. كما يفعل الإمام البخاري فهو يضع لك سندًا، و يقول: أخبرنا فلان، يعني أخبرنا سالم عن عبد الله بن عُمر، أو أخبرنا نافع عن عبد الله بن عمر، أو أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، هذا السند أمامك الآن، هل تجد في هذا السند كذَّابًا أو وضَّاعًا؟! هذا يستحيل عليك أنك تجد في مثل هذا السند في ذلك، فنجد النقول الثابتة وعن التابعين كلها في هذا الأمر.
|