عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-09-2015, 07:03 PM
الصورة الرمزية مصطفى طالب مصطفى
مصطفى طالب مصطفى مصطفى طالب مصطفى غير متواجد حالياً
الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 1,072
مصطفى طالب مصطفى is on a distinguished road
Post صحة قصة الجار اليهودي الذي كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم بالقمامة والأشواك

بسم الله الرحمن الرحيم


قصة الجار اليهودي الذي كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم .

انتشر بين كثير من الناس ، أن جاراً يهودياً كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ، ويضع القمامة والأشواك على باب بيت النبي صلى الله عليه وسلم .

وهذا كذب مختلق ، لا وجود له في دواوين السنة ، وقد جاءت روايات أخرى أن اليهودي كان جار النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن لم يرد فيها أنه كان يؤذيه ، ولا يصح منها شيء أيضاً ، منها :

• ما أخرجه ابن السني عن ابن بريدة ، عَنْ أبيه ، قَالَ : (( كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : اذهبوا بنا نعود جارنا اليهودي . قال : فأتيناه ، فقال : كيف أنت يا فلان ؟ فسأله ، ثم قال : يا فلان ، اشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله . فنظر الرجل إلى أبيه ، فلم يكلمه ، ثم سكت ثم قال وهو عند رأسه ، فلم يكلمه ، فسكت ، فقال : يا فلان ، اشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله . فقال له أبوه : اشهد له يا بني . فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله . فقال : الحمد لله الذي أعتق رقبة من النار )) . [ عمل اليوم والليلة - ٥٤٩ ] .

• وهذا الخبر ضعيف لا يثبت ، في إسناده - محمد بن الحسين - وهو ضعيف الحديث ، ضعفه الإمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، والدارقطني وغيرهم .

• وجاء الخبر من طريق آخر من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، كما عند الإمام العقيلي في كتابه الضعفاء ، وأخرج الخبر معّلا له ، حيث قال : (( وقد روي هذا من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا )) .

[ الضعفاء الكبير - ٢/٢٤٢ ] .


• ويقصد الإمام العقيلي ، بقوله : [ أصلح من هذا ] ، أي : أقل ضعفاً ، وليس تصحيحاً .

• وجاء أيضاً من طريق عمر بن سعيد ، كما عند عبدالرزاق في مصنفه ، وهو من صدر صغار التابعين ، فلم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أحداً من أصحابه الكرام ، فالإسناد مرسل .

[ مصنف عبدالرزاق - ١٩٢١٩ ] .


وله طرق أخرى لا يصح منها شيء ، فكل الروايات التي تنص على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له جاراً يهودياً لا تثبت ، ولا يصح شيء في الباب .

والصحيح أن هذا الغلام اليهودي كان خادم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد أخرج الإمام البخاري عن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كان غلام يهودي يَخدِمُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فمَرِض ، فأتاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَعودُه ، فقعَد عِندَ رَأسِه ، فقال له : أسلِمْ ، فنظَر إلى أبيه وهو عندَه ، فقال له : أطِعْ أبا القاسمِ صلى الله عليه وسلم ، فأسلَم ، فخرَج النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، وهو يقولُ : (( الحمدُ للهِ الذي أنقَذه من النارِ)) .

[ صحيح الإمام البخاري - ١٣٥٦ ] .


خلاصة القول : لا يصح شيء من الروايات التي تنص على أن اليهودي كان جار النبي صلى الله عليه وسلم ، والصحيح أنه كان خادماً عنده ، وأسلم قبل وفاته رضي الله عنه ، وما جاء أنه كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا كله كذب مختلق لا أصل له ، فتنبّه لهذا !


__________________
[align=center]

[/align]
رد مع اقتباس