وقال الطبري في "تهذيب الآثار"[2]: حدثني أبو حميد الحِمصي أحمد بن المغيرة, حذثنا عثمان بن سعيد, عن محمد بن مهاجر, حدثني الزبيدي, عن الزهري, عن عروة, عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: يا ويح لبيد حيث يقول:
ذهب الذين يُعاش في أكنافهم وبفيت في خَلَف كجلد الأجرب
قالت عائشة: فكيفك لو أدرك زماننا هذا؟!
قال عروة: رَحِمَ اللهُ عائشة; فكيف لو أدركت زماننا هذا؟!
ثم قال الزهري: رَحِمَ اللهُ عروة; فكيف لو أدركت زماننا هذا؟!
ثم قال الزبيدي: رَحِمَ اللهُ الزهري; فكيف لو أدركت زماننا هذا؟!
قال محمد: وأنا أقول: رَحِمَ اللهُ الزبيدي; فكيف لو أدركت زماننا هذا؟!
قال أبو حميد: قال عثمان: ونحن نقول: رَحِمَ اللهُ محمداً; فكيف لو أدركت زماننا هذا؟!
قال أبو جعفر: قال لنا أبو حميد: رَحِمَ اللهُ عثمان; فكيف لو أدركت زماننا هذا؟!
قال أبو جعفر: رَحِمَ اللهُ أحمد بن المغيرة; فكيف لو أدركت زماننا هذا؟!
قال الشيخ: رَحِمَ اللهُ أبا جعفر; فكيف لو أدركت زماننا هذا؟!
قلت: رَحِمَ اللهُ هؤلاء جميعاً; فكيفك لو أدركوا زماننا ورأوا أقوامنا؟!
وعن أبي سَعيد الخُدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تَسُبُّوا أصحابي! فلو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفة. [2]
وفي رواية للإمام مسلم عن أبي هريرة: لا تسبوا أصحابي, لا تسبوا أصحابي! فو الذي نفسي بيده, لو أنَّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مدَّ أحدهم ولا نصيفه [3].
وعن عطاء بن أبي رباح –بسند مرسلٍ صحيحٍ وهو حسن
1(1/124)
2 أخرجه البخاري, كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً. )3673), ومسلم كتاب فضائل الصحابة, باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم (2541)
3 أخرجه مسلم, كتاب فضائل الصحابة, باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم (2540).