رد: حمل كتاب الهداية الرشيدة شرح البداية في العقيدة تأليف الشيخ خالد الجهني
تمهيد
قبل الشروع في شرح الكتاب نقدم له بتمهيد لا يستغنى عنها طالب العلم يتلخص في ثماني مقدمات:
أولا: تعريف علم العقيدة:
العقيدة لغة: على وزن فعيلة بمعنى مفعولة، أي معتقد؛ وأَصْلها: عَقَد، وهو يدل عَلَى شَدٍّ وَشِدَّةِ وُثُوقٍ(1)؛ واعتقدت كذا: عقدت عليه القلب والضمير؛ والعقيدة: ما يدين الإنسان به؛ يقال: له عقيدة حسنة سالمة من الشك(2)؛ وعقيدة الرجل: دينه الذي يعتقده3).
واصطلاحا: هي حكم الذهن الجازم، فإن كان موافقا للواقع فهو صحيح، وإلا فهو فاسد(4)؛ فاعتقاد النصارى أن المسيح ابن الله اعتقاد فاسد؛ لأنه غير مطابق للواقع؛ واعتقادنا أن الله واحد أحد اعتقاد صحيح؛ لأنه مطابق للواقع.
فقولنا: «حكم الذهن»: خرج به ما ينطق به الإنسان؛ لأنه إذ قد يقول ما لا يعتقد.
وقولنا: «الجازم»: خرج به الشك؛ لأن الشك لا يسمى عقيدة.
ثانيا: موضوع علم العقيدة:
يتناول علم العقيدة عدة موضوعات تتعلق بإيمان العبد؛ وأعظم هذه الموضوعات الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وما يتضمنه من توحيد الإلهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات.
كما يتناول علم العقيدة ما يجب اعتقاده نحو الملائكة، والرسل عليهم السلام، وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين لهم بإحسان.
ثالثا:الثمرة المرجوة من تعلم علم العقيدة:
إن العقيدة الإسلامية الصحيحة بأصولها الثابتة، وأسسها السـليمة، وقواعدهـا المتينة هي - دون غيرها - التي تحقِّق للناس سعادتهم، ورفعتهم، وفلاحهم في الدنيـا والآخرة؛ لوضوح معالمها، وصحَّة دلائلها، وسـلامة براهينـها وحججـها، ولموافقتها للفطرة السليمة، والعقول الصحيحة، والقلوب السويَّة.
ولهذا فإنّ العالَمَ الإسلامي كلّه في أشدِّ الحاجة إلى معرفة هذه العقيدة الصافيـة النقيَّة.
--------------------
(1) انظر: مقاييس اللغة، لابن فارس، مادة «عقد».
(2) انظر: المصباح المنير، للفيومي، مادة «عقد».
(3) انظر: شمس العلوم، لنشوان الحميري (7/4662).
(4) انظر: الحدود الأنيقة، لزكريا الأنصاري، صـ (69)، وكشاف اصطلاحات الفنون، للتهانوي (2/1221-1222)، ولوامع الأنوار البهية، للسفاريني (1/60).
__________________
[align=center] [/align]
|