* رد الإشكال حول سوء الفهم في أحاديث القتال في سبيل الله في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال صلى الله عليه وسلم :
"بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ
بالسَّيْفِ
، حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ "
* السيف أمام السيف ، والقتال لمن يقاتلنا ويعتدي علينا كما صرح بذلك القرآن الكريم ، فالحمد لله الذي فرض علينا قتال المعتدين الذين أخرجونا من ديارنا وسرقوا أراضينا و مقدساتنا
* كما أنّ في الحديث السابق تجد نبوءة في كتاب النصارى المقدس وهذا يؤكد مصداقية نبوته صلى الله عليه وسلم
و قال صلى الله عليه وسلم :
" أمرت أن
أقاتل الناس
حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ،
عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى
"
رواه البخاري ومسلم
الناس هنا مقصود بها
بعض الناس
و هم المعتدون من الناس بشواهد آيات القرآن الكريم السابقة
يكفي إعادة ذكر قول الله تعالى في سورة البقرة :
"
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ( 190 )
ويؤكد أنّ المقصود هنا
بعض الناس
وليس كل الناس هو
قول الله تعالى في سورة آل عمران :
" الَّذِينَ
قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ
قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) "
أي بعض الناس قالوا لبعض الناس
نقلاً عن تفسير الإمام الإمام البغوي :
( الذين قال لهم الناس ) ومحل " الذين " خفض أيضا مردود على الذين الأول وأراد بالناس : نعيم بن مسعود ، في قول مجاهد وعكرمة فهو من العام الذي أريد به الخاص كقوله تعالى : ( أم يحسدون الناس ) يعني : محمدا صلى الله عليه وسلم وحده وقال محمد بن إسحاق وجماعة : أراد بالناس الركب من عبد القيس ، ( إن الناس قد جمعوا لكم ) يعني أبا سفيان وأصحابه ، ( فاخشوهم ) فخافوهم واحذروهم فإنه لا طاقة لكم بهم ، ( فزادهم إيمانا ) تصديقا ويقينا وقوة ( وقالوا حسبنا الله ) أي : كافينا الله ، ( ونعم الوكيل ) أي : الموكول إليه الأمور فعيل بمعنى مفعول .