بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لطالما فكرت فيما جرى بين الصحابة رضوان الله عليهم وسبب تشتت المسلمين
وطعن بعض الفرق بأشرف وأضهر الخلق بعد الرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين
والحمد لله اني لم اقرأ من هنا وهناك فأخذ فكرة خاطئة عنهم رضي الله عنهم اجمعين
فوجدت هذا الكتاب الرائع لفضيلة الشيخ محمد حسان جزاه الله عنا خيرا
~¤¢§{(¯´°•. قراءة جديد لإستخراج الحق من بين ركام الباطل .•°`¯)}§¢¤~
هو كتاب لدراسة الفتنة التي حدثت بين الصحابة
من حيث اسبابها ودوافعها ورأي العلماء فيها ووصفها
قراءة جديدة لاستخراج الحق من بين ركام الباطل

إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران : 102]
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء : 1]
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً [الأحزاب : 70]
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب : 71]
أما بعد ..
فإن أصدق الحديث كتاب الله, وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار.
ثم أما بعد ..
فلقد كثر الطَّعنُ هذه الأيام في أشرف وأطهر الخلق بعد الرسل والأنبياء, في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووظَّقَ كثيرٌ من الجُهلاء الفتنة التي وقعت بينهم في آخر خلافة عثمان رضي الله عنه, توظيفاً خبيثاً للنيل من مكانتهم والحطِّ من قدرهم للطَّعن في الدِّين; لأنهم هم الَّذين نَقَلُوا إلينا القرآن والسنَّة.
ونزل الميدانَ من لا يُجيد فنَّ النِّزال !! وخاض السِّباحة وسط هذه الأمواج من لا يُحسن السِّباحة !!
وانبرى للحديث عن الصَّحب الكرام من لا يعرف أصول معتقد أهل السُنَّة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذ إن الحديث عنهم رضي الله عنهم يتطلب صفاءً في العقيدة, وإخلاصاً في النية, وأمانةً في النقل, ودِقَّة في الفعم, ونظرةً فاحصةً مدققةً لأراجيف المغرضين والكذَّابين والوضَّاعين. فآلمني كلماتٌ سمعتها هنا, وأوجعتني سطورٌ قرأتها هناك, وجرحتني مواقف ومشاهِدُ أهلمنا هنالك !!!
فأسأل الله جل وعلا أن يجبر كسري, وأن يمدني بمددٍ من عنده, وأن يشرفني ويرفع من قَدْري بالزَّود عن أصحاب الرَّسول صلى الله عليه وسلم لأستخرج الحقَّ من بين ركام الباطل, وسط هذه الفتنة الصَّمَّاء البكماء العمياء, لأُزيل العبشَ الذي ران على القلوب, والظلامَ الذي حجب الأبصارَ عن رؤية النُّور, والباطلَ الذي خيَّم على العقول طيلة عقود وعقود, فحال بينهما وبين معرفة الحقِّ !!
ووالله كنت في رُعبٍ وفزعِ – لا يعلمه إلا من بيَدِه القلوب – لأنِّي كنت أهرب من الخوض في هذه الفتنة, وأبتعد عن الحديث عن هذه الحِقبة; خشية أن أزلَّ بقلمي فِيها, وخوفاً من أن أفسد من حيث أريد الإصلاح, أو أضر من حيث أريد النَّفع.
وأخشى ما كنت أخشاه أن تترك كلمةٌ مني – من غير قصد – أثراً سيئاً في قلب مسلم أو مسلمة, فاجتهدتُ قدر استطاعتي وعلى قدر حُبِّي للصحابة رضي الله عنهم, وتضرَّعْتُ ‘لى الله – جلَّ وعلا – أن يستخرج منِّي الحقَّ الذي يرضيه عنِّي, والذي يليقُ بمكانةِ وقدرِ أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
وأسأل الله تعالى أن يحشرنا معهم بحبِّنا لهم, وإن لم نعمل بمثل أعمالهم, وأن يُجنبنا الزَّيغ والزَّلل, وأن يردَّنا إلى الحقِّ رداً جميلاً, وأن يُقِرَّ أعيننا جميعاً بنصرة الإسلام وعزِّ المسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطيبين, وأصحابه الغُرِّ الميامين, وسلم تسليماً كثيراً
وكتبه أبو أحمد محمد بن حسان القاهرة المحرم 1428هـ
حميل الكتاب 7,67MB
[مركز تحميل الخليج]
[ميديا فير]