![]() |
المؤمن بين الخلطة والعزلة ...!
بسم الله الرحمن الرحيم الأصل أن مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق ومخالطتهم خير من الوحدة ، والوحدة خير من مجالسة أهل الشر والفساد والغيبة ومساويء الأخلاق ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :"مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيَك (يعطيك) وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير : إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة" . لكن إذا جالس الشخص أهل الشر والفساد واضطر لذلك ، مثل لو كانوا أقارب وزملاء في العمل وذو صلة به وما أشبه ذلك، فيجب عليه أن ينصحهم ويعظهم ويذكرهم بالله بالحكمة واللين ويرفق بهم ، ويصبر على أذاهم . يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ، أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" . فمن خالط الناس ، ودعاهم إلى الله ، ووعظهم ، ونصحهم ، وذكرهم ، وصبر على أذاهم في سبيل ذلك ؛ فهو خير ممن لا يخالطهم ولا يدعوهم ، ولا يصبر على أذاهم . لكن إذا فسد الزمان ورأى الشخص أن اختلاطه مع الناس لا يزيده إلا شراً وبعداً من الله ، فعليه بالوحدة ، والاعتزال ، ويجتهد في وحدته وعزلته بما يقدر عليه من طلب العلم الشرعي وحفظ القرآن وتدبره والإكثار من العبادات والنوافل ، قال صلى الله عليه وسلم :(الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ) رواه مسلم . |
الساعة الآن »09:48 AM. |
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2025 Jelsoft Enterprises Ltd
انشر تؤجر, جميع الحقوق محفوظة لموقع رحيق الشباب