خطورة الدسائس النفسية على طالب العلم ...!
بسم الله الرحمن الرحيم
من أشنع الشهوات الخفيّة المتأصلة في قلوب بعض من ينتسب للعلم الشرعي : (الغرور المطبق والكبر المتناهي)، وهو من أخطر الدسائس النفسية التي تهوي بطالب العلم من علياء عرش العلم إلى الانتكاسات في الأخلاق والاعتقادات وربما إلى الإلحاد ..! هذا عبدالله القصيمي كان في بلاد نجد يجالس العلماء ويقرأ عندهم، وربما مشى وصحيح البخاري في إبطه، وربما حضر مجالس العلم والذكر، وكان معروفاً بغزارة علمه وذكائه المتوّقد وفطنته؛ حتى إنه ألف كتباً كثيرة ينصر فيها الحق، ومن هذه الكتب كتاب مشهور مطبوع في مجلدين اسمه: (الصراع بين الإسلام والوثنية). ثم انتكس عبدالله القصيمي وارتد ردةً كليّة وصلت في فترة من الفترات إلى درجة الإلحاد المطلق ..! وردته - والعلم عند الله - لم تكن بسبب شبهة بقدر ما كانت بسبب شهوة خفية متأصلة في أعماق قلبه؛ ألا وهي شهوة العظمة والكبرياء والعجب بالنفس والغرور، وقد كان هذا ظاهراً جليًّا في بعض قصائده، كقوله: ولو أن ما عندي من العلم والفضلِ *** يوزّع في الآفاق أغنى عن الرسْلِ ويقول في قصيدة له بعنوان (أسى) -في مقدمة كتابه : الفصل الحاسم بين الوهابية ومخالفيهم-: ولو أنصفوا كنت المقدم في الأمرِ *** ولم يطلبوا غيري لدى الحادث النُكرِ ولـم يرغبوا إلا إليّ إذا ابتغــــــــوا *** رشاداً وحـزماً يعزبان عن الـفكــــــرِ ولم يذكروا غيري متى ذُكر الذكا *** ولم يبصروا غيري لدى غيبة الـبدرِ فما أنا إلا الشمس في غير برجها *** وما أنا إلا الـدر في لجج الـبحــــــــرِ بلغت بقولي مـا يرام إلى الـعلــى *** فـما ضرني فقد الصوارم والسمــــــرِ ومـا ضــــــرني ألا أروح واغتدي *** بأردان مجدود عـلى سابـح يثـــــري... يا طالب العلم ... الحذر... الحذر... فإن الغرور والإعجاب بالنفس من المهلكات، وفي الأثر: "ثلاث مهلكات: شحٌّ مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه" حسنه الألباني. أسأل الله تعالى أن يصلح فساد قلوبنا ويقينا شر أنفسنا. |
الساعة الآن »10:53 PM. |
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
انشر تؤجر, جميع الحقوق محفوظة لموقع رحيق الشباب