رد شبهة التعارض في القرآن الكريم: اختلاف المفسرين بين التنوع والتضاد
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، أَمَّا بَعْدُ: أتذكر أول ما بدأت في القراءة في تفسير القرآن الكريم بدأت كعادة الشباب بتفسير ابن كثير رحمه الله تعالى. ثم بعد ذلك أخذت أتجول في التفاسير أقرأ من هنا صفحات ومن هناك صفحات قراءة مبعثرة لا تورث علمًا! ولكنها قراءة شاب يريد العلم الشرعي ولم يدرس في المعاهد وحاول الاعتماد على نفسه ولم يسأل من هو أعلم منه، وهذا مبدأ خطير جدًا ولولا عصمة الله تعالى لوقع الكثير ممن سلك هذا الطريق في حيرة وضلال وتخبط وربما كفر! أول مسألة طرأت عندي هي مسألة اختلاف المفسرين في تفسير الآية الواحدة وكل احد منهم يذكر عددًا من الأقوال في الآية. فشعرت بضيق صدر كبير حيال ذلك، لأنني ما فتحت هذه الكتب إلا لكي أفهم كتاب الله! ولم أكن أعرف شيئًا عن أصول التفسير، وبعدها أدركت أنه لكي أفهم كتاب الله جيدًا علي أن أقرأ في كيفية التفسير فوجدت أفضل طريق هو دورة شرعية في تفسير القرآن. فوجدت دورة في تفسير جزء عم فدخلتها وإذا بالشيخ حفظه الله يتكلم عن قاعدة في التفسير وهي: الفرق بين اختلاف التنوع واختلاف التضاد وأنَّ الغالب في التفاسير القرآن هو اختلاف التنوع وأن اختلاف التضاد أغلبه في آيات الأحكام لاستحالة صحة الحكم ونقيضه. بفهم هذه القاعدة أو معرفة هذه المعلومة اطمأن قلبي كثيرًا جدًا والحمد لله وفقهت معنى قول العلماء: من حرم الأصول حرم الوصول. إقرأ هذا الاقتباس: • محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421هـ): القول المفيد على كتاب التوحيد، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الثانية، محرم 1424هـ عدد الأجزاء: 2، جـ 2 صـ 20: [والقاعدة في التفسير: أن الآية إذا كانت تحتمل المعنيين جميعا بدون منافاة تحمل عليهما جميعا، وإن حصل بينهما منافاة طلب المرجح.] وقال أيضًا جـ 2 صـ 171: [المعاني المحتملة للآية والتي قال بها أهل العلم إذا كانت الآية تحتملها وليس بينها تعارض: فإنَّه يؤخذ بجميع المعاني.] معنى كلامه رحمه الله تعالى كالآتي: رأيتُ رجلًا من بعيد فقلت: إنَّه طويل جدًا. ورآه صديقي الذي بجواري فقال: إنَّه مفتول العضلات. وقال الثالث: إنَّه نحيف الجسم. فهذه الأقوال الثلاثة ليست متضادة بمعنى ممكن أن يكون هذا الشخص طويل جدًا قد آتاه الله بسطة في الجسم ويلعب الحديد والجمباز فعطلاته مفتولة وجسمه خال من الدخول فهو متناسق الجسم. لذلك قال • محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421هـ): القول المفيد على كتاب التوحيد، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الثانية، محرم 1424هـ عدد الأجزاء: 2، جـ 2 صـ 197: [القرآن معانيه كلها بينة، لكن بعض القرآن يشتبه على ناس دون آخرين، حتى العلماء الراسخون في العلم يختلفون في معنى القرآن، وهذا يدل على أنه خفي على بعضهم، والصواب بلا شك مع أحدهم؛ إذا كان اختلافهم اختلاف تضاد لا تنوع، أما إذا كانت الآية تحتمل المعنيين جميعا، بلا منافاة ولا مرجح لأحدهما; فإنها تحمل عليهما جميعا.] فاختلاف العلماء في تفسير الآيات قد يكون اختلاف تضاد وقد يكون اختلاف تنوع وقد تكون الآية تحتمل معنيين لكن أحد المعاني أقرب كقوله تعالى حكاية عن سارة حينما ضحكت عندما بشرها الملكان بإسحاق. قال بعض أهل العلم أن ضحكت هنا بمعنى حاضت وقال آخرون بمعنى تعجبت أو ضحكت الضحك المعروف على قوم لوط أو من حال الملكين أو استغراب. فالمعنى بأنها حاضت بعيد قليل الاستعمال في اللغة فيكون هناك معنى أرجح منه. أما بالنسبة لاختلاف التنوع فإليك هذه الآية وهذا الاقتباس: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد: 22] • محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ): شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، دار المعرفة، بيروت، لبنان، الطبعة (1398هـ / 1978م)، صــ 7: [واختلف في الضمير قوله من قبل أن نبرأها فقيل هو عائد على الأنفس لقربها منه وقيل هو عائد على الأرض وقيل عائد على المصيبة والتحقيق أن يقال هو عائد على البرية التي تعم هذا كله ودل عليه السياق وقوله نبرأها فينتظم التقادير الثلاثة انتظاما واحدا والله أعلم] #فائدة: تكلم منذ فترة في هذا الموضوع وكان معي اقتباس واحد ثم تكلمت بعدها وكان معي اقتباسين ثم تكلمت الآن ومعي أربعة. وهكذا كلما قرأت أكثر ومر معي شيء بخصوص هذه القاعدة كنقل عن عالم أو تفسير آية أجمعه لكي يصبح عندي تصور كامل. وهذا في جميع المسائل إن شاء الله تعالى. طلب: لو كان هناك خطأ في كلامي أو تعقيب أو سؤال أو اقتباس لا تبخل علينا بمعلومة. معلومة صغيرة بترفع بلاوي كتيرة. شو الشحادة بس بالمصاري :D أسأل الله أن يفقهني وإياكم في الدين. |
رد: رد شبهة التعارض في القرآن الكريم: اختلاف المفسرين بين ال
شكرااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااا
|
الساعة الآن »10:54 PM. |
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
انشر تؤجر, جميع الحقوق محفوظة لموقع رحيق الشباب