المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرس السابع من دروس حصول المنَّة بشرح أصول السنة


مصطفى طالب مصطفى
01-01-2016, 04:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الدرس السابع من دروس حصول المنَّة بشرح أصول السنَّة

وفي هذا الدرس نتعرف سوياً على:

1- تعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة .



• تحميل: الملف الصوتي (https://archive.org/download/abou_001_201511/007.mp3) , فيديو .
• تحميل التفريغ: Word (https://archive.org/download/abou_001_201511/007.docx) , pdf (https://archive.org/download/abou_001_201511/007.pdf) .

المشاهدة على اليوتيوب

مصطفى طالب مصطفى
01-02-2016, 01:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

مرحبا بكم أيها الإخوة المؤمنون وأيتها الأخوات المؤمنات في هذه الدورة العلمية الثانية .

وهذا هو الدرس السابع من دروس العقيدة من كتاب حصول المنة بشرح أصول السنة للإمام أحمد رحمه الله تعالى .

وفي هذا الدرس نتعرف سويا على تعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة .

قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
والإيمان قول وعمل يزيد وينقص كما جاء فى الخبر
"أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا".
ومن ترك الصلاة فقد كفر وليس من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة من تركها فهو كافر وقد أحل الله قتله.

قوله رحمه الله تعالى : الإيمان قول وعمل.

معنى الإيمان فى اللغة : الإقرار والتصديق.
يقال آمنت بكذا إذا أقررته وصدقت به.

أما الإيمان في الشرع فهو قول وعمل ، يزيد وينقص .
قول باللسان وعمل بالقلب واللسان والجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية
فالإيمان عند أهل السنة والجماعة يتركب من أربع حقائق :

الأولى : أنه قول بالقلب واللسان.
الثانية : أنه عمل بالقلب واللسان والجوارح .
الثالثة : أنه يزيد بالطاعة.
الرابعة : أنه ينقص بالمعصية.

وقد أجمع أهل السنة والجماعة على هذه الحقائق الأربع .

قال الإمام الشافعى رحمه الله : وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ومن أدركناهم يقولون :
(الإيمان قول وعمل ونية).
لايجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر .

وقال ابن عبد البر : أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل ، ولا عمل إلا بنية .
والإيمان عندهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية . والطاعات كلها عندهم إيمان إلا ما ذكر عن أبي حنيفة وأصحابه فإنهم ذهبوا إلى أن الطاعات لاتسمى إيمانا .
قالوا : إنما الإيمان التصديق والإقرار .
ومنهم من زاد : والمعرفة

ومعنى قوله : الإيمان قول ، أي قول القلب وقول اللسان.
أما قول القلب فهو تصديقه وإيقانه .
والدليل على أن قول القلب من الإيمان قوله تعالى : ( ولما يدخل الإيمان فى قلوبكم ) .

وقوله تعالى : ( إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ) .
وأما قول اللسان فهو النطق بالشهادتين .
والدليل على أن قول اللسان من الإيمان قوله تعالى : ( قولوا ءامنا ) .
وحديث رسول الله صل الله عليه وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله ) .
فمن لم يتكلم بالشهادتين وهو قادر على التكلم كفر بإجماع المسلمين كما قال ذلك شيخ الإسلام رحمه الله تعالى .

ومعنى قوله رحمه الله تعالى : الإيمان قول وعمل.
أي عمل القلب وعمل اللسان والجوارح .
أما عمل القلب فهو نيته ومحبته وتوكله على الله .
والدليل على أن عمل القلب من الإيمان قوله تعالى : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) .
وحديث رسول الله صل الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنية ) .
وأما عمل اللسان والجوارح، فعمل اللسان مالا يؤدى إلا به كتلاوة القرآن وسائر الأذكار ،
وعمل الجوارح مالا يؤدى إلا بها مثل القيام والركوع .

ومن الأدلة على أن عمل اللسان والجوارح من الإيمان قوله تعالى : ( إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ) .
وحديث رسول الله صل الله عليه وسلم : ( آمركم بالإيمان بالله . وهل تدرون ما الإيمان بالله ؟ شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وتعطوا من المغنم الخمس ) .

ومعنى قوله : يزيد وينقص:أي يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
لقوله تعالى : ( ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ) .
وحديث رسول الله صل الله عليه وسلم : ( يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار ) . فقلن : وبم يا رسول الله ؟ قال : ( تكثرن اللعن، وتكفرن العشير ) . {أي تجحدن وتنكرن حق الزوج}. قال : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين وأذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) . قلن : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟ قال : ( أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟ ) .قلن : بلى . قال : ( فذلك من نقصان عقلها ) . قال : ( أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟ ) قلن : بلى، قال : ( فذلك من نقصان دينها ) .

وقول الإمام أحمد رحمه الله كما جاء فى الخبر : أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا .
هذا فيه دليل على أن الإيمان يزيد وما من شيء يزيد إلا وهو ينقص .

وقوله رحمه الله تعالى : ومن ترك الصلاة فقد كفر ، وليس من الأعمال شيء تركه كفر إلا الصلاة ،
من تركها فهو كافر، وقد أحل الله قتله .
اتفق العلماء على أن من ترك الصلاة جحودا أو استكبارا فهو كافر .
كما نقل ذلك الإمام ابن قدامة رحمه الله تعالى والإمام النووي رحمه الله تعالى
واختلفوا فيمن ترك الصلاة تكاسلا على ثلاثة أقوال :
القول الأول:
لا يكفر بل يفسق ويستتاب، وإلا قتل حدا .
وهذا قول الإمام مالك والشافعي .
القول الثاني :
يكفر . وهذا رواية عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى .

القول الثالث :
لا يكفر .
ولا يقتل ولكنه يؤدب. وهذا قول الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى .

والراجح : أن تارك الصلاة تكاسلا أو تهاونا لا يكفر .
لقوله تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .

وقوله تعالى : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ) .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقي بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة ) .


أسئلة الدرس :

السؤال الأول :
ما هو تعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة ؟

السؤال الثاني :
ما الدليل على أن الإيمان يزيد وينقص ؟

هذا وصل وسلم وبارك على نبينا محمد .