[مصطفى طالب مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:

فلا شك أن خير البشر بعد الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين هم صحابة الأنبياء وخير الصحابة هم صحابة سيد الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.

والعلماء عليهم رحمة الله تعالى عرَّفوا مصطلح الصحابي تعريفاً شرعياً لأن التعريف اللغوي يشمل كل من صحب النبي صلى الله عليه وسلم سواء مؤمناً كان أو كافراً, ولا شك أن شرف الصحبة لا يناله الكافر بحال !

لذلك قالوا أن الصحابي هو: من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً ومات على الإيمان ولو تخللت ردة على الأصح.

فأما قولهم "من لقي النبي صلى الله عليه وسلم" لأن هناك من الصحابة من كان أعمى فإن قالوا من رآى النبي صلى الله عليه وسلم لخرج هؤلاء كعبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه, وقولهم "ولو تخللت ردة على الأصح" أي أن الصحابي إن كان ضعيف الإيمان فارتد عن الإسلام ثم رجع إلى الإسلام زمن حياة النبي صلى الله عليه وسلم فعند ذلك ترجع له الصحبة وشرفها كما حدث مع عبد الله بن أبي السرح حيث ارتد ثم عاد إلى الإسلام وحَسُنَ إسلامه رضي الله عنه, أما إن ارتد حياة النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع بعد وفاته صلوات ربي وسلامه عليه فإنه يكون في عداد التابعين.

لذلك وبناءً على هذا التعريف فإن النكتة في الموضوع هي أن نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام هو من الصحابة وسينزل في آخر الزمان ويحكم بالقرآن ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية إلى غير ذلك من أخباره ومهامه صلى الله عليه وسلم.

وذلك أن الله رفعه حياً إلى السماء ثم لقي النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج وطبعاً فإنه مؤمن وسيموت يقيناً على الإيمان.

وبالتالي فقد جمع صلى الله عليه وسلم بين شرف النبوة وشرف الصحبة لخاتم الأنبياء والمرسلين.