عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-12-2015, 03:43 PM
الصورة الرمزية مصطفى طالب مصطفى
مصطفى طالب مصطفى مصطفى طالب مصطفى غير متواجد حالياً
الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 1,072
مصطفى طالب مصطفى is on a distinguished road
Post [خواطري حول الخطيئة الأصلية] هفوة كتابية في حجَّة إبليس الشيطانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:

كنت أتدبر آي القرآن الكريم, فخطرت على بالي فكرة لعلها تكون سبباً لهداية من أراد وجه الله والدَّار الآخرة.

قرأنا سابقاً قصة آدم وحواء في التوراة كما سطَّرها كاتب سفر التكوين, وبالضرورة فإننا نعلم قصة سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام في القرآن والسُنَّة, ومن غير المعقول أن نعرف تفاصيل القصة في التوراة ونجهلها في القرآن


الطبع غلب التطبُّع

الإنسان بطبعه إن أردت منه أن يفعل لك شيئاً فعليك أن تُقَدِّم له العروض والإغراءات

لذلك فإننا نرى الشركات تجذب المستهلكين بعروضها الرائعة, وبعضها ممن يتغنى بحرية المرأة فإنه يستخدمها وينزع عنها لباس التقوى ليغري بها الرجال ويحقق المكاسب والأموال الطائلة

ومن غير المعقول أن أقول لطفل صغير: حبيبي تعال اشتري لي هذا الغرض وسوف أضربك كمكافأة !!

أو مثلاً تجده يحمل عملة نقدية من فئة الألف وتطلب منه أن يشتري لك من المكان الفلاني ثم تغريه بأن تعطيه عملية نقدية من فئة المئتين !!

لن يسمع لك لأن ما عنده أعلى مما سَتُعطيه, فلماذا يكلف نفسه عناء الذهاب والإياب !!!

وكما في قصة سحرة فرعون فإنه أغراهم لكي يبارزوا موسى صلى الله عليه وسلم بسحرهم بما ستقرأه في هذا الموضوع


هفوة كتابية

في الكتاب المقدس عند النصارى نجد كما في سفر التكوين قول الشيطان لحواء:

Gn-3-4: فقالت الحيّة للمرأة لن تموتا
Gn-3-5: بل الله عالم انه يوم تأكلان منه تنفتح اعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر.

وهنا نقول: هل معرفة الخير والشر يُعَد إغراء مقنع لإغواء الشيطان لآدم وحواء؟

على حسب اعتقاد النصارى فإن سبب السقوط وسبب الخطية والشرور الذي دخل على العالم هو معرفة الخير والشر, وأن الخطية وهي الأكل من الشجرة كان سبباً لذلك الشر

ثم إن كان الموت أو السقوط هو معرفة الخير والشر فكيف للشيطان أن يقول لحواء لا, الأكل من الشجرة لن يجعلك تموتين بل سيجعلك تعرفين الخير والشر, وهما واحد!!!


فهل الشيطان يغري ادم وحواء فيقول لهما: تعالا كلا إن اكلتما ستسقطان وسيغضب الله عليكما ويطردكما !!!

مع الأخذ بالإعتبار من أنَّ آدم وحواء خُلِقَا ليعيشا في الجنَّة إلى الأبد كما يعتقد النصارى !

هذا غير منطقي أبداً !

أو أن يكون كلام الشيطان منطقي ويكون لفظ "تكونان كالله عارفين الخير والشر" هو الإغراء بعينه وأنَّ الشيطان خدعهما إذ قال الله لآدم يوم تأكل منها موتاً تموت وكانت حواء تعرف ذلك جيدا عند خطابها مع الشيطان ثم الشيطان خدعها وقال لها لن تموتا !

فيكون عندئذٍ معرفة الخير والشر تكرمة وليس مهانة إذ يقول الرب بعد ذلك هوذا الإنسان صار كواحد منَّا , مع جمع التعظيم !

مع العلم أنَّ هذا التفسير يحل إشكالية كبيرة وهي كيف لله أن يأمر وينهى آدم وهو قبل الأكل من الشجرة لا يعرف الخير من الشر ؟

إذا تفسير النصارى لمعرفة الخير والشر خاطىء وما بُني على باطل فهو !



القصَّة الصحيحة

بينما في القرآن الكريم فإننا نجد أن الشيطان يغريهما كما قال تعالى: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ [الأعراف: 20]

وقال تعالى: فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى [طه: 120]

فيقول: إن اكلتما من الشجرة ستصبحان كالملائكة لا تعصون الله ما أمركم وتفعلون ما تُؤمرون ولن تكِلُّوا من عبادة الله عز وجل ولن تسأموا, وعندما عانداه قال لهما إن أكلتما من الشجرة ستصبحان خالدين في النعيم, هل هناك إغراء أكبر من أن تكون خالداً في النَّعيم؟ وأن تكون معصوم من الزَلل؟

حيث قال الله تعالى له: إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى [طه:118], وقال تعالى: وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى [طه: 119]


أيهما مُقنع أكثر: أن يغريهما بأن يكونا ملكين لا يقعان في خطيئة أبدأ أم يغريهما بأنهما إن أكلا سيقعان بالخطيئة ويعرفان الخير من الشر وبالتالي يدخل الشرور إلى العالم ؟


أليس الخلود إغراء مقنع؟ أليس مطلب الناس الآن هو البحث عن زيادة العمر والشباب والرفاهية

إعتقاد خاطىء أم تحريف كتاب

النصارى أمام أمرين كِلاهُما مُر:

إما أن يكون اعتقاد النصارى في كون الأكل من الشجرة هو السقوط بمعرفة الشر ولولاه كان آدم في الجنة إلى الأبد وبالتالي فإن القصة الحوار غير منطقية, إذا الكتاب محرف

وإما أن تكون القصة منطقية ولا أساس من الصحة لاعتقاد النصارى, إذاً إيمان باطل


والحمد لله رب العالمين

__________________
[align=center]

[/align]
رد مع اقتباس